دعاة الحرية

يعتبر القرن التاسع عشر والعشرون الميلاديان قرنين ارتفع فيهما مصطلح حرية الإنسان إلى أعلى مستوى ، وذلك نتيجة الفلسفة الليبرالية التي حمل لواءها الفرنسيون ثم الأمريكان ..

كانت الحرية في البدايات تنصرف الى الحريات السياسية ، ثم بدأت كرة الحرية تنداح ، حتى وصلت الى تشريع زواج الرجل بالرجل ، والمرأة بالمرأة ، والإنسان بالحيوان ، والآتي أعظم ...

ونحن دعاة تطبيق الشريعة صرنا متهمين بمعاداة الحرية وكبت الغرائز ونشر العقد النفسية ، حتى صار بعضنا يعمل مستميتاً لإيجاد مبررات شرعية - ما استطاع الى ذلك سبيلا - لألوان الحرية الموجودة في الغرب . ولعل حزب النهضة التونسي وزعيمه الغنوشي مثالٌ صارخ على ما قلته ..

صار منْعُ العريّ والخمور والزنا واللواط والحفلات الماجنة والسياحة الجنسية ودور البغاء وصالات القمار صار كل ذلك حين يطالب به المسلمون تنفيذا لأحكام الشريعة دليلا على التطرف والداعشية ومحاربة لحرية الإنسان ..

نحن الآن في زمن الكورونا ، الكل في منزله ...الخروج ممنوع ...الاختلاط ممنوع ...التجمعات ممنوعة ،،الحفلات ممنوعة ،، مسابقات الجمال ممنوعة..المباريات ممنوعة ...المطاعم ممنوعة و......

أين دعاة حرية الإنسان ؟؟؟!!!!!

لم نسمع لهم حِسّاً ولا بِسّا !!!!

ولم أر لهم صولة ولا جولة!!!!

الكل يدعو للانضباط ...والذي يسير في الشوارع ، ويخالط المرضى ، غير آبه ولا سائل يتم حجزه وضبطه ومعاقبته ...

الفرق الأساسي بين دعاة الإسلام ودعاة الحرية ، أن الإسلام خضوع لقوانين رب العالمين الذي ينجي من كورونا الآخرة ...

بينما دعاة الحرية هو خضوع لنزوات المرء وشهواته ...

دعاة الإسلام يؤمنون بالآخرة ...

دعاة الحرية المطلقة لا يؤمنون بالآخرة ، بل بالجسد ...

وحين أصبح الجسد مهددا ، لم يجدوا مشكلة في أن يُزربوا في البيوت ،، ويُمنعوا من أي نشاط اجتماعي ، دون أن يسمعوا إنكارا ،،ليلا أو نهارا ،، سِرا أو جهارا ..

هم يخضون لأوامر الأطباء الذين يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا...

ونحن نخضع لمن بيده الآخرة والدنيا ..

ليس للإسلام مشكلة مع الحريات السياسية بل هو من نادى بها ..

المشكلة في أن يشرع المرء لنفسه ، قوانين تناقض تشريعات العليم الخبير...

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين