واجبات منسية: اليأس من الخلق

ربما كان راتبك الضخم المميز مرتبطا بوظيفة نائية ، لا حٍسّ فيها ولا بٍسّ ...ستداوم هناك غير ملتفت الى العزلة والوحدة والوحشة ...

الهدف نصب عينيك ....اترك بُنيات الطريق ..

انتظار الثناء من الخلق أو العرفان ..خدش في النية والإيمان ...

هل تتخيل أن الجماهير ركضت تطالب بيلاطس بإعدام المسيح وصلبه ...؟؟

هل تصدق أن نبيًّا يقوم الناس بقتله ؟؟ ونبيًّا آخر يقطع رأسه ويقدَّم مهرًا لبغي ؟؟؟

هل تتصور أن أبناء الطائف يلاحقون من جاءهم بالنور والحرية والكرامة ، ويرمونه بالأحجار ، فتدمى رجلاه الشريفتان ؟؟

هل تتوقع أن مسلمين يشهدون لمحمد بالرسالة والأفضليَّة على كل البشريَّة ، يقومون بتجويع وتعطيش وقتل حفيده وسبطه الحسين ؟؟

هل يقع في خلدك أن علماء أساطين وفقهاء ميامين ، وفحول علم لا نظير لهم ، قضوا أعمارهم مساجين ، وربما ماتوا في الزنازين ...؟؟

الثناء الوحيد الذي ينبغي أن تعمل له ، وعليه ، ولأجله ، وفي سبيله ، هو الثناء من الحق جل جلاله ...

نقوم بالواجب ، وننشر اللقاحات الفكرية ، والعقائدية ، والأخلاقية ، والثقافية ، قاطعين الأمل من الخلق ، منتظرين منهم كل شر وسوء وأذى..

لأنَّ طبع الإنسان مع ربِّه الذي خلقه أنه كنود ، ومع بني جنسه حسود حقود ...

ومكلّفٍ الأيام ضد طباعها=متطلبٌ في الماء جذوة نار

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين