صليتَ الفجر في المسجد ، ورجعتَ إلى المنزل شاعرا بأنك ربحت كنزا ثميناً ...
ربطتَ المنبّه بنية أن تستيقظ لتصلي الفجر في المسجد ، لكنك لم تفعل فتألمتَ كثيرا ..
رأيتَ محتاجاً ذليلا مسغباً ، فأخرجتَ من جيبك دريهمات ناولته إياها أشعرتْك بالرضا والحبور ...
سألك صاحب حاجة فأعرضتَ عنه غير آبه به ، ثم بعد قفولك للبيت تذكرتَ بخلك فانزعجت ..
رأيتَ امرأة فاتنة متبرجة ، فغضضتَ نظرك مع قوة الجاذبية ، فوجدت حلاوة في قلبك ، أو نظرتَ إليها وأطلتَ النظر متلذذاً بجمالها ، ثم أدركت خطيئتك فتكدرت ..
قبلتَ يد أمك ورجلها وأخذتها في سيارتك واشتريت لها ما تحبه دون أن تطلبه ، وزرت بها خالتك أو خالك ، فشعرتَ بأنك تفيض سعادة ...
قال لك أبوك حبذا لو ترافقني لزيارة فلان ، فاعتذرت لوجود مواعيد عندك ، ثم شعرتَ بعدها بجريرة ما فعلت فاضطرب قلبك ، وتعكر مزاجك .
شاركتَ في حملة خيرية لإغاثة المحتاجين ،وصرت تحمل على ظهرك وترفع على كتفيك وتوصل لهم ، فطاب لك فعلك ويومك ..
ذهبتَ مع رفقة لحضور حفلة ساهرة عازفة مختلطة ، فأنبك ضميرك ووخزك شعورك ...
قلتَ كلمة حق في وجه حاكم ظالم ، أو مفتٍ جائر ، أو مستبد فاسد ، فتهلل باطنك ، وملأ الرضا دواخلك ..
ذهبتَ مع ثلة منافقة ، تمسح الأجواخ لطغاة كذبة أو لعلماء فسقة ، ثم أدركتَ عظيم الذنب ، وكبير الجناية .
أمرتَ ابنتك اليافعة بالحجاب فالتزمت ، رغم عدم مبادرتها ، ورغْبتِها بتأخير ذلك شهورا أو سنوات ، فخامرك شعور النصر على الهوى ..
باختصار
ليست الطاعة هي في فعل الطاعة فحسب ، بل الفرح بالطاعة طاعة وإيمان ، والحزن على المعصية توبة وإحسان ..
كما أن الفرح بالمعصية معصية وخذلان ...وبُغْضَ الطاعة معصية للديّان ...
ولا يقل عن وزر المعصية ، الفرح عند المعصية ، والضحك أثناءها ...
إن كل حالات الفرح المذكورة فويق هذا طاعة لله محبوبة ..
وإن كل حالات الانزعاج من فعل المعصية المذكورة أعلاه ، هي أوبة لله مرغوبة ...
وفي الحديث الصحيح ( إذا سرّتك حسنتك ، وساءتك سيئتك فأنت مؤمن )
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول