(لماذا - Why)؟!! ١٠٠ سؤال للسائلين عن دقائق الحكمة الإلهية في حقائق السيرة النبوية (2)

س٣٦. لماذا اختار الله تعالى المدينة لتكون دار هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ودولته، على الرغم من تعدد الأعداء وكثرتهم فيها؟.

ج. لعلمه سبحانه وتعالى بطبيعة أهلها، واستراتيجية موقعها بين مكة والشام، بل إن الله تعالى قد شاءت إرادته أن يقع قبل الهجرة يوم بعاث الذي قتل فيه أهل المدينة زعماءهم التاريخيين حتى يكون دخول النبي صلى الله عليه وسلم لها بلا مقاومة، لاسيما وهم يبحثون عن رجل يُجمعون عليه .. لقد كانت المدينة في عين النبي صلى الله عليه وسلم جداراً فأصبحت باباً عظيماً، في حين كانت الطائف باباً إذ بها جدار، ولولا طرق ذاك الباب ما فتح ذاك الجدار.

س٣٧. لماذا كانت الهجرة بهذه الصعوبة وامتدت أسبوعاً كاملاً (من الاثنين إلى الاثنين) مع أن الله تعالى قادر على حمل النبي صلى الله عليه وسلم على البراق أو غيره ليصل في لحظة واحدة إلى دار هجرته؟

ج. ليكون النبي صلى الله عليه وسلم النموذج الأعلى في الصبر والحذر والتخطيط والأخذ بالأسباب والثقة بوعد الله تعالى، ولو كانت هجرته سهلة لاختلف عن أصحابه في هجرتهم الشاقة، وهذا لا يليق بحضرته صلى الله عليه وسلم.

س٣٨. لماذا نزل النبي صلى الله عليه وسلم عند دخوله المدينة أولاً في قباء؟

ج. لأن له فيها قرابة من بني النجار، وحتى يستطلع حال أهل المدينة ويقيس مدى قبولهم له واستعدادهم لاستقباله، قبل أن يبني مسجده وبيته في وسط المدينة.

س٣٩. لماذا أحال النبي صلى الله عليه وسلم أمر تحديد مكان بناء مسجده وداره إلى الناقة، وهي غير عاقل؟

ج. لأنها مأمورة من عند الله تعالى، ولأنه أراد ألا يحدث شرخاً في المجتمع المدني المتنافس على كل شيء، فهو لا يريد أن يحابي في محبته أحداً منهم، ويريد أن يظل على مسافة واحدة قريبة من الجميع.

س٤٠. لماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يشارك أصحابه في البناء والغزوات وغيرها؟

ج. تواضعاً منه، وحتى يكون القدوة المحفز لهم، ولكي يتعلموا منه بعض الرسائل والمعلومات والتشريعات والمهارات بشكل ميداني تطبيقي، لا بشكل نظري فحسب.

س٤١. لماذا كانت فكرة تشريع الأذان برؤيا رآها صحابي جليل في المنام (عبد الله بن زيد) وأقره عليها النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تكن بوحي مباشر من الله؟

ج. ليكون في ذلك لنا درس عظيم بأن الذين يشغلون بالهم في حل بعض المشكلات والبحث عن إجابة بعض السؤالات سيجدون الحل بإذن الله تعالى عاجلاً أو آجلاً في العلم أو في الحلم، وهذه شراكة في الخير، وهنيئاً لمن ترك بصمة في ديننا بحجم الأذان.

س٤٢. لماذا كانت فكرة المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار؟

ج. لينال الأنصاري من أخيه المهاجر علماً وأدباً وتشريعاً وتجربة عظيمة حازها من النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة، ولينال المهاجر من أخيه الأنصاري شيئاً من متاع الدنيا التي فقدها عند هجرته .. فهي فائدة متبادلة لكلا الطرفين.

س٤٣. لماذا نظم النبي صلى الله عليه وسلم وثيقة المدينة المنورة في خمسين بنداً تقريباً؟

ج. لتكون ضابطة ومنظمة لشبكة العلاقات الداخلية بين المسلمين فيما بينهم، والعلاقات الخارجية بين المسلمين وغيرهم، ولإيجاد قانون للدفاع المشترك، وآخر للقضاء وحل النزاعات.

س٤٤. لماذا تزوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وهي صغيرة؟

ج. عقد النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة وهي في السادسة من عمرها، لكنه دخل بها وهي في التاسعة من العمر، وكانت الفتيات ينضجن مبكراً، ولو كان في الأمر غرابة لاستغربه أهل ذاك الزمان، فالغرابة باستغراب أهل هذا الزمان، لا فيما جرى وكان.

س٤٥. لماذا بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بإرسال سرايا قطع طريق تجارة قريش منذ السنة الأولى من الهجرة؟

ج. لتحصيل شيء من الحقوق التي فقدها أصحابه واستولى عليها مشركوا مكة، وهذا يعد فعلاً متقدماً لا مجرد رد فعل، وخير وسيلة للدفاع الهجوم .. وكل ذلك بإذن من الله بالقتال للذين ظُلموا ووعدٍ منه بأنه على نصرهم لقدير.

س٤٦. لماذا خسر المشركون في غزوة بدر، ولماذا انتصر المسلمون؟

ج. خسر المشركون بسبب كفرهم، وعناد زعيمهم (أبو جهل)، وفُرقة صفوفهم، وعدم نضج قرارهم، واستعجالهم دون أخذ فرصة لإعداد أنفسهم .. وانتصر المسلمون بسبب إيمانهم ويقينهم، وثباتهم وتضحيتهم، ووحدة صفهم، وتأييد الله بملائكته لهم.

س٤٧. لماذا جرى تحويل القبلة من بيت المقدس إلى مكة؟

ج. أراد الله تعالى أن يربط بين هذين المكانين الشريفين لتكون الكعبة رمزاً للعبادة، والأقصى رمزاً للجهاد، فكانت رحلة الإسراء والمعراج أثناء وجود النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، من مكة دار بعثته إلى الأقصى مكان قبلته، ولما هاجر شهدت السنة الثانية تحول القبلة إلى الكعبة التي هاجر منها بدلاً من الأقصى الذي سيوصي بفتحه، وقد شاءت إرادة الله أن يحتل اليهود المسجد الأقصى، وقبلهم الصليبيون، وغزاه التتار، فلو بقيت قبلتنا هناك لكنا اليوم نصلي نحو قبلة مستباحة محتلة!!!

س٤٨. لماذا سمح النبي صلى الله عليه وسلم باغتيال عدد من اليهود والمشركين؟

ج. عدد هؤلاء محصور لا يزيدون على عدد أصابع اليد الواحدة، وكلهم ممن ثبت بالأدلة الدامغة تآمرهم على مدينته ودعوته صلى الله عليه وسلم، ومن هؤلاء المجرمين: كعب بن أشرف، وخالد بن سفيان الهذلي.

س٤٩. لماذا حكم النبي صلى الله عليه وسلم بالجلاء على قبيلتي بني قينقاع وبني النضير، في حين قتل رجال بني قريظة وسبى نساءهم، وأبقى على يهود خيبر ولم يخرجهم؟

ج. قبائل اليهود كلها خانت عهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان الجلاء لأول قبيلتين لأن الأولى قتلت صحابياً واعتدت على عرض صحابية، وأما الثانية فحاولت اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم وهو في ديارها، وكان الإجلاء معروف عند العرب سابقاً، وكان بإمكانه أن يطرد عموم قبائل اليهود بمجرد خيانة قينقاع لعهدها معه، لكنه تعامل بإنصاف ورحمة لقوم لم يرحموا أنفسهم، أما بنو قريظة فكانت خيانتهم أعظم حيث خانوا عهدهم ولم يشاركوا في الدفاع عن المدينة ضد الأحزاب بل شاركوا مع الأحزاب في محاولة استباحة المدينة، فقبل النبي صلى الله عليه وسلم حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه فيهم، وأما يهود خيبر فقد كانت عقوبتهم بأن يبقوا في أرضهم على أن يعطوا المسلمين نصف خراجها، وذلك درءاً لمفسدة خروجهم خارج الجزيرة ونشر خبثهم في كل مكان، وجلباً لمصلحة الاستفادة من خبرتهم في الزراعة.

س٥٠. لماذا هُزم جيش الإسلام في الجولة الحاسمة في غزوة أحد (الجولة الثانية)، ولماذا انتصر فيها جيش الكفر؟

ج. لأن جيش الإسلام وإن كان موحِّداً إلا أنه لم يكن موحَّداً، فقد حصل بينهم نزاع في مواطن عديدة منها؛ نزاع حول الخروج لملاقاة الكفار خارج المدينة أو داخلها، ونزاع حول الموقف من المنافقين ال ٣٠٠ المنسحبين من الجيش، ونزاع حول النزول عن تلة الرماة أو البقاء عليها، تبعه معصية النزول لمعظم الرماة عنها، ومنها نزاع حول الاستمرار في المعركة أو التوقف بعد شيوع خبر مقتل النبي صلى الله عليه وسلم فيها، فكان اختلافنا فيما بيننا ومخالفتنا لأمر نبينا صلى الله عليه وسلم مسبب لهزيمتنا في تلك الجولة، أما أسباب انتصارهم فيها، فعلى الرغم من كونهم لم يكونوا موحِّدين إلا أنهم كانوا موحَّدين، وكانوا قد أخذوا بأسباب الانتصار حيث الإعداد الطويل والتحفيز وخطة الإلتفاف الخالدية.

س٥١. لماذا لم يشفع وجود النبي صلى الله عليه وسلم لأهل أحد من المصاب الذي أصابهم؟

ج. لأن سنة الله لا تحابي أحدا قال تعالى: "أو لما أصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم".

س٥٢. لماذا اكتفى النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء على رعل وذكوان والقبائل التي قتلت أصحابه ال ٨٠ في حادثتي الرجيع وبئر معونة، ولم يستنفر صحابته لمواجهة القتلة مثلما وجّه جيشاً قوامه ثلاثة آلاف مقاتل لمواجهة من قتلوا صحابياً واحداً يوم مؤتة؟

ج. لأن النبي صلى الله عليه وسلم يُقدر لكل فعل ردُّ فعل يناسبه، فليست العبرة بعدد من يقتلهم العدو، وإنما بزمان الحادثة ومكانها ونوع العدو وسبب الإعتداء، ومدى استعدادنا للمواجهة، وغاياتنا القريبة والبعيدة من المواجهة، فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يحب تكثير جبهاته ولا توسيع دائرة أعدائه، ودولة الروم يوم مؤتة كانت تفكر فيما هو أبعد من قتل رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل ذلك أوقفهم جيش مؤتة، فلم يفكروا في مواجهة جيش الإسلام بعدها يوم تبوك حين نصر الله جيش الإسلام عليهم بالرعب مسيرة شهر.

س٥٣. لماذا قبل النبي صلى الله عليه وسلم بمشورة سلمان الفارسي رضي الله عنه بحفر الخندق يوم الأحزاب؟

ج. لأن عدد جيش الأحزاب كبير (١٠٠٠٠) مقاتل، وقد وصله خبر المؤامرة على المدينة متأخراً (قبل أسبوع من وصول الجيش كما قيل) ولأنه أراد أن يكشف خبث المنافقين الذين رفضوا المشاركة في غزوة أحد لأنها كانت خارج المدينة كما زعموا، بل لأنه أيضاً يريد كشف موقف يهود بني قريظة الذين تبين خيانتهم للعهد وتآمرهم مع الأحزاب لاحقاً.

س٥٤. لماذا تدخلت قدرة الله تعالى بشكل ظاهر يوم الخندق، بصورة إرسال ريح خلعت خيام الأحزاب وحسمت المعركة لصالح المسلمين؟

ج. لأن الله تعالى نظر حال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقد أخذوا بالأسباب الموجودة فحفروا الخندق، وحموا مدينتهم بثبات، وتحسسوا أخبار جيش الأحزاب، وأكثروا من الدعاء، وما تخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا اهتز يقينهم بدعوته؛ فأيدهم بمدد من عنده.

س٥٥. لماذا قبل النبي صلى الله عليه وسلم عرض نعيم بن مسعود رضي الله عنه الذي أسلم أثناء غزوة الأحزاب، حين طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون له دور ما؟

ج. لإيمان النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لابد لكل فرد من دور يعضد به دور الجماعة لتحقيق الغايات الكبرى، فقال له: "إنما أنت رجل واحد، ولكن خذّل عنا ما استطعت".

س٥٦. لماذا قبل النبي صلى الله عليه وسلم الزواج من صفية رضي الله عنها وهي بنت زعيم من زعماء يهود ألا وهو حيي بن أخطب؟

ج. لأنها رضي الله عنها كانت من سبايا غزوة خيبر، وقد أعتقها النبي صلى الله عليه وسلم ثم تزوجها، ليؤكد جواز الاقتران بالكتابيات، ولكنها أسلمت وحسن إسلامها، وفي ذلك بادرة حسن نية جيدة مع هؤلاء القوم، لكنهم لا عهد لهم ولا ذمة.

س٥٧. لماذا رفع النبي صلى الله عليه وسلم شعار: "اليوم نغزوهم ولا يغزونا" بعد غزوة الأحزاب؟

ج. لأن غزوة الأحزاب كانت ثقيلة عليه وعلى أصحابه وعلى مشروع دعوته ودولته، لأجل ذلك قرر أن لا يسمح بتكرار ذاك المشهد الصعب، فنشر عيونه في كل مكان، وبمجرد أن يسمع بقوم يُحضِّرون أنفسهم أو يتآمرون مع غيرهم لغزو المدينة كان يوجه لهم من يؤدبهم.

س٥٨. لماذا سمح الوحي بالإشاعة المؤذية تسري في أكثر من مشهد من مشاهد السيرة، منها: مشهد إشاعة إسلام قريش، وقد ترتب عليها عودة مهاجري الحبشة إلى مكة، وإشاعة مقتل النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وقد أدى إختلاف الصف في تلك الغزوة، وإشاعة مقتل عثمان رضي الله عنه قبيل صلح الحديبية، وقد أدى إلى بيعة الرضوان؟

ج. لأن الله تعالى أراد أن يُعلمنا منهج الاستبانة وخطورة الإشاعة، وعدم الذهاب وراء الانفعالات قبل التحقق من الأخبار.

س٥٩. لماذا طلب النبي صلى الله عليه وسلم من أحد أصحابه أن يأتيه بخبر القوم مع أن جبريل عليه السلام يمكنه فعل ذلك دون إحراجه لأصحابه؟

ج. لأن الله تعالى يحب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدير المواقف بشرياً ليكون قدوة لنا في إدارة الأزمات، والأخذ بالأسباب البشرية الموجودة، لينال استحقاق تحصيل الأسباب المفقودة، وأما جبريل عليه السلام فمهمته الأولى إنزال الآيات والسور من عند الله تعالى، وقد يتدخل في أمور أخرى بأمر من الله تعالى.

س٦٠. لماذا لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة حين عدد بلاداً يحكي أن الله تعالى سيفتحها له أثناء حفره للخندق مع أصحابها، فقال: "فتحت الشام، فتحت اليمن، فتحت العراق".

ج. لأن الذي يقدر على أن يفتح البعيد قادر على أن يفتح القريب، ولأنه ما أراد أن يكشف عن مجرد نية كامنة لديه بأن عينه على الكعبة ينوي فتحها، باعتبار أنه سيفتحها سلماً لا حرباً، ولو أنه كشف عن نيته لعلمت قريش بها ولاحتاطت لها.

س٦١. لماذا قبل النبي صلى الله عليه وسلم ممن صلى العصر في بني قريظة، ومن صلاها في الطريق إلى بني قريظة؟

ج. لأنه أدرك فكرة تعدد أفهام الصحابة لتكليفه لهم حين قال: "لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة"، فالنص واحد، ودلالته متعددة، ولا حرج.

س٦٢. لماذا نزل النبي صلى الله عليه وسلم طالباً العمرة إلى مكة في العام السادس للهجرة مع (١٤٠٠) من أصحابه، على الرغم من كون آثار غزوة الأحزاب في السنة الخامسة لم تنتهي بعد؟

ج. ليكون الفعل النبوي خير وسيلة للدفاع، فهو لا ينتظر أفعال الآخرين فحسب بل يبادرهم، وفي المبادرة ما يطلق عليه: "الإدارة بالأزمات"، حيث صُدمت قريش بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم وإن جاء معتمراً وليس محارباً، فاضطرت لعقد صلح معه، كلفها تكبيل نشاطها المؤذي لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم مدة عشر سنوات، فضلاً عن كون ذلك كان بوحي من الله تعالى، فنحن في كل حال نستجلي شيئاً من الحكمة الإلهية والتدبير النبوي المبارك.

س٦٣. لماذا قبل النبي صلى الله عليه وسلم بشروط صلح الحديبية على الرغم من شدتها على نفوس أصحابه؟

ج. لأن عينه كانت ترنو إلى المآل في حين كانت عيون أصحابه تقرأ الحال، فهم حزنوا على الصلح وعينه كانت ترقب الفتح، وطالما أننا قبلنا مفاوضة أعدائنا فإنه لابد من تنازل، ولكن شتان بين يتنازل عن أمور جوهرية وأخرى شكلية، وقد كانت هدنة السنوات العشر أكبر (فرصة) للتمدد في المشروع الإسلامي، في حين رأى الصحابة في الصلح (تحدياً) كبيراً لهيبة دعوتهم، ودولتهم الناشئة.

س٦٤. لماذا قبل النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون مدة صلح الحديبية عشر سنين، على الرغم من أن وفاته كانت بعد عقد الصلح بأربع سنين؟

ج. لا يعلم النبي صلى الله عليه وسلم متى تكون منيته وموعد وفاته، وهو ينظر نظرات استراتيجية عشرية لصالح دعوته ودولته، فلو أن الصلح استمر ولم يُنقض بعد سنتين من إبرامه من قِبَل قريش لخدم نشاط الصحابة في التمدد الإسلامي حتى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

س٦٥. لماذا أرسل النبي صلى الله عليه وسلم رسائله إلى الملوك في السنة السابعة للهجرة؟

ج. ليقيم حجة الإسلام على الزعماء، لما لهم من أثر في توجيه أقوامهم، والرسائل دليل قوة الدعوة بعد مرور عشرين عاماً على البعثة النبوية.

س٦٦. لماذا اختلف الصحابة في توقيت إسلامهم بين سابق ومتأخر؟

ج. شاءت إرادة الله تعالى أن يتفاوت الصحابة في توقيت إسلامهم للتأكيد على عدم اليأس وضرورة المثابرة في الدعوة، ومن يكتب الله تعالى له الهداية يهتدي؛ فأبو بكر وخديجة وعلي كانوا سابقين، وأما حمزة وعمر فقد لحقوا بهم في العام السادس، وأما خالد وعمرو وأبو هريرة فقد تأخروا حتى العام السابع للهجرة، وأبو سفيان وصفوان وعكرمة لحقوهم في العام الثامن، وجرير ابن عبد الله أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأربعين يوماً، رضي الله عن السابق واللاحق ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

س٦٧. لماذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم على غزوة مؤتة ثلاثة من القادة؟

ج. لا يصح القول بأنه صلى الله عليه وسلم كان يعلم بأنهم سيُقتلون هناك، لأن هذا لا يليق في مقام النبوة، بل جعل ذلك لإدراكه حجم وخطورة الموقف، ذلك أنه كان في مؤتة تحول نوعي من مواجهة قبائل إلى مواجهة أكبر دولة (دولة الروم) لا تزال تنتشي فرحاً بانتصارها على دولة الفرس، فكان لابد من الاحتياط الزائد، بالإضافة إلى أن هذا إجراء إداري تحفيزي للقادة الثلاثة.

س٦٨. لماذا اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم جيش مؤتة منتصراً، ولم يقبل بأن يصفه البعض بأنه جيش الفرار؟

ج. رفعاً لمعنويات أصحابه، ولأن الجيش أوصل رسالة قوية إلى دولة الروم، وحقق هدفه في مع أطماع الروم في بلادنا، وقد ظهرت ثمرة مؤتة في تبوك.

س٦٩. لماذا أخفى النبي صلى الله عليه وسلم خبر تحضيره وتجهيزه لجيش فتح مكة؟

ج. لأنه أراد تمكين السلم المجتمعي فيها بدخولها سلماً، ولأن له فيها أصحاب يخفون إسلامهم، ولأنه أدرك أن استفزاز أهلها قد يؤدي إلى تحشيدهم للقبائل المجاورة، وبالتالي فإما أن يتأخر الفتح أو أن يراق في سبيله الكثير من الدماء، والنبي صلى الله عليه وسلم كان حريصاً على حقن دماء أصحابه وأعدائه على حدٍّ سواء.

س٧٠. لماذا أخذ النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه الكبار (يعني تزوج من بناتهم) .. وأعطاهم (يعني زوجهم بناته)؟

ج. لقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم من أبي بكر (عائشة رضي الله عنها)، ومن عمر (حفصة رضي الله عنها) .. وأعطى علياً (فاطمة رضي الله عنها)، وعثمان (رقية وأم كلثوم بعد وفاة أختها رضي الله عنهما) .. وذلك لتوثيق علاقته بأصحابه، وهذا من كرمه وطيب معشره صلوات ربي وسلامه عليه .. ثم يأتي من الروافض من يقول بوجود أزمات بين النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين