حديث في المحن

قال: هل تعرف كتاب المحسن للسُّلمي؟

قلت: أين مرّ بك ذكرُه؟

قال: في كتاب "الوسائل إلى (معرفة) الأوائل" للسيوطي.

قلت: أي نشرة نظرت؟

قال: نشرة الدكتور محمد زينهم محمد عزب.

قلت: الصواب كتاب "المحن" وهو محن الصوفية.

ونشرة المذكور محنةٌ من المحن.

قال: ألا يحتمل أن يكون خطأ مطبعياً؟

قلت: لا؛ لأنه ذكره في (فهرس الكتب المذكورة في النص) بهذا الاسم: المحسن. ولم يحسن.

وفي هذا "الفهرس" كذلك خلطٌ وعدمُ ضبط كما هو المتوقع.

***

وكتاب "الوسائل" للسيوطي ممتحن بهذه النشرة الرديئة.

وقد سبق أن امتُحن بتحريف في عنوانه.

ذلك أن ناشره الأول محمد أسعد طلس -حين كان في بغداد- أوكلَ إلى ناسخٍ ينسخه لينشرَه فكتب الناسخُ العنوان: الوسائل إلى (مسامرة) الأوائل.

وطبع بهذا العنوان.

ثم سرق سارقون تلك الطبعة كما هي،

ولم يلتفتوا إلى اعتذار ناشره طلس.

والكتاب جميلٌ ممتعٌ وقد حشاه السيوطي بالفوائد، ورجع فيه إلى مصادر كثيرة أحصيتها، يسّر الله نشرها.

ويسّر للكتاب ناشرا عالما حصيفا.

وقد علمتُ أن له نشرتين أُخريين في مصر ولم أرهما.

أما محنة الكتاب بمحمد زينهم فالكلام فيها يطول.

والكلام في النشر الثقيل ثقيل، وفي الضعيف ضعيف.

ومن محن الكتاب نشرُه في مركز للنشر في الهند لا يلتزم الصحة.

وأما "محن الصوفية" للسلمي فلم يصل إلينا، وقد جمع الباحث محمد أديب الجادر نصوصاً منه.

وفي المحن كتاب مشهور للتميمي، نشره الأستاذ يحيى الجبوري رحمه الله.

عافانا الله وإياكم من المحن.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين