قراءة فى المشهد المصري

- التغيير الحادث فى المشهد المصرى الذى يراه البعض مفاجئا إنما هو مفاجىء لنا فقط وليس مفاجئا لمن أعدُّوا له.

- محمد على يمثل واجهة لجبهة داخل النظام تمتلك بعض أدوات القوة تسانده وتوجهه.

- هذه الجبهة فى توجهها تمثل انقلابا على الانقلاب، وترمى إلى تبييض وجه النظام، وتحسين صورة العسكر التى باتت سيئة للغاية لدى الكثيرين، وغسل الأيدي مما فعله السيسى، وتحميله وحده كافة جرائم المرحلة السابقة، بعد التخلص من عقبة الشرعية باغتيال الرئيس مرسي، وهو تغيير فوقى وليس من صنع الشعب، واستدعاء الشعب للخروج، إنما هو ليكون غطاء وديكورا للتغيير ( أو التبديل)المرتقب مثلما حدث فى ٣٠ يونيه، وإلا فقد خرجت ملايين من قبل بعد الانقلاب مباشرة تنادى باحترام إرادة الشعب ولم تجد أذنا صاغية.

- من المتوقع أن من سيتصدر المشهد سيعمل على إحداث انفراجة للوضع المأزوم، وحلحلة للمشهد القائم وأهم قضية فى هذا الصدد هى قضية المعتقلين، وتحسين الوضع الاقتصادى، وفتح هامش للحريات، حتى وإن كان سيسلك نفس سياسة العسكر فى الحكم بصورة عامة، مع إحداث بعض الإجراءات التى تصب فى التخفيف عن الشعب ولو مرحليا..

- أعتقد أن هذا لا يغيب عمن سيشاركون فى المشهد عامة فضلا عن القوى والأحزاب الوطنية.. وسيكون المنطلق الذى سينطلق منه كل مهموم للترحيب بالتغيير المحدود القادم هو إيجاد مخرج لحالة الانسداد القائمة، وحلحلة الواضع الراهن، وليس كما يظن البعض أنها ثورة جديدة للتغيير، وإنما هى انفراجة للوضع المأزوم ، وخطوة مرضية مناسبة لتخطى العقبة القائمة واللحظة الآنية، أما مشروع الإصلاح والتغيير المنشود فهو مشروع ممتد ومستمر ، يمثل ما يحدث اليوم حلقة مهمة فيه ، وجولة محمودة فى معركة الوعى.

أما لماذا التوقيت الآن ؟ فمازال السبب الحقيقى غامضا وإن كانت هناك تحليلات لا ترقى لأن تكون معلومات تقول: إن التعجيل بهذا الانقلاب من داخل النظام نفسه خشية ان يقع انفجار حقيقي جراء الوضع الاقتصادى والانسداد السياسى قد تكون له تداعيات اكبر واخطر تخرج الأمر من أيديهم ، فما يحدث إذن من هذه الزاوية إنما هو خطوة استباقية.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين