الدعوة الزائفة إلى حذف دراسة ماضي الأمة المشرق

استمعت اليوم على إحدى القنوات في دولة عربية إسلامية عريقة يدعو فيها أحدهم وزارة التربية والتعليم أن تحذف من المناهج كل ما له صلة بتاريخ وأمجاد العرب والمسلمين فيقول :

( أدعو وزارة التربية والمسؤولين فيها إلى حذف كل ما له علاقة بأمجاد العرب والمسلمين التاريخية من المناهج التعليمية ، لأجل تخليص الطلاب من النوم على وسادة التاريخ الذي هو سبب رئيس في تخلف المسلمين والعرب من خلال حقنهم بمخدّر الأمجاد الذي صنعها أهلها في تلك الأماكن وتلك الأزمان ، وأن ننسف هذا التاريخ، وأن نشحذ همم الشباب للعمل لحاضرهم ومستقبلهم للوصول إلى مستوى الدول المتقدمة ، ومحاكاة التجارب الصينية والكورية والهندية وغيرها من الدول ) .

#فكتبت_هذه_الكلمات_في_الرد_على_هذه_الدعوات_الزائفة

فقلت :

هذا هو حال المنهزم نفسياً ، والمنبهر بما عند الغير والذي يعاني من عقدة النقص ، والذي يريد أن يتنكر لتاريخه أمته المجيد .

ما المانع اذا جمعنا بين الماضي والحاضر ، والأصالة والمعاصرة ، ونأخذ من الغرب الجوانب التي تؤدِّي بنا إلى التطور الصناعي والتكنولوجي ؟؟!!!.

ألسنا عندما نذكر النشئ بأنكم تنتسبون لأمة عريقة قادت العالم أكثر من ثمانية قرون ، وأعطت صورة رائعة في الحضارة والتقدم العلمي والرقي الأخلاقي : فإن هذا التذكير بالماضي العريق يحفز الطلبة للعمل الجاد على استعادة هذه الأمجاد ، ويدفعهم لبذل كل ما يستطيعون للقيام بذلك ، مع الاستفادة من تجارب الآخرين بما يتناسب مع ديننا وخصائص قيمنا ومبادئنا ؟؟؟!!!.

بل ان الغرب كل الغرب لايزالون يذكرون تاريخهم وأجدادهم وما فعلوه رغم فظاعته ووحشيته وبُعده عن المُثل والقيم الرفيعة.

ولا شك ان الذاكرة الجمعية للأمم هي أحد عوامل التحفيز الكبرى لامتداد المجد واستمراره، أو لتحديثه وتطويره، أو لإعادته والرقي به، ولا يقول عاقل بالفصل بين الأمة وتاريخها إلا إذا كان صاحب هدف خفي، ولا ننسى ما فعله كمال أتاتورك عندما فصل بين الأتراك وتاريخهم المجيد كيف كانت حالهم، وكيف سقطوا في قاع الدول مدة قاربت ٨٠ عاماً!!

ولم ينهضوا ويكون لهم وجود إلا بعدما بدأوا محاولات تذكر ماضيهم، واسترجاع بعض أحداثه المجيدة .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين