العلاقات الزوجية تكفرن العشير والإحسان

قالت : قرأت لك كلاماً تذكر فيه أن الإسلام يُكرم المرأة ، ويُعلي قدرها ، ويُوصي بها .

 قلت : وهل ترين خلاف ذلك ؟

 قالت : نعم 

 قلت : أين ؟ وكيف ؟

 قالت : في حديث النبي

 قلت : صلى الله عليه وسلم

 قالت : عليه الصلاة والسلام 

 قلت : أي حديث تقصدين ؟

 قالت : الحديث الذي يتهمنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم بأننا نكفر العشير

 قلت : هذا ليس اتهاماً فالاتهام هو أن يعزو أحد إلى آخر قولاً أو فعلاً من غير تيقن ، والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ، وقوله هو الحق 

 قالت : إذن فنحن النساء نكفر العشير 

قلت : هذا في النساء عامة ، ولا يمنع المسلمة أن تتخلص منه و تسمو عليه 

 قالت : ما فهمت ، كيف يكون خلقاً في النساء ثم تنجح المسلمة المؤمنة في التخلص منه والسمو عليه ؟!

 قلت : ألم يصف الله الإنسان بالهلع والجزع والبخل في قوله سبحانه : ﴿إنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ 

 قالت : استثنى الله المصلين مما طُبع عليه الإنسان

 قلت : أحسنتِ ، وهكذا المرأة بإيمانها وصلاتها تسمو على هذا الذي طُبعت عليه فتُثاب وتؤجر

 قالت : هذا يحتاج إلى مجاهدة

 قلت : أجل ، ولهذا وعد الله من يجاهد فيه بأن يهديه سبحانه سُبُلَه  ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ العنكبوت(69) ،

 جاء في التفسير :"لنوفقنهم لإصابة الطريقة المستقيمة"

 قالت : ولهذا دعا النبي صلى الله عليه وسلم النساء إلى التصدق والاستغفار حين قال لهن إنكن تكفرن العشير 

 قلت : بارك الله فيك ، فقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم لهن " يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار" فقالت امرأة منهن : وما لنا يا رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " تكثرن اللعن وتكفرن العشير"

 قالت : أليس في الحديث أيضاً دعوة للرجل ليزيد من صبره على زوجته حين يعلم أن النساء جميعاً هكذا وليست زوجته وحدها

 قلت : بلى ، فحين يعلم الرجل أن أكثر النساء لا يشكرن أزواجهن ، ويكثرن التسخط والشكوى ، يهون عليه قول زوجته له "ما رأيت منك خيراً قط" ، وعلى هذا فإنه يمكننا أن نجعل هذا الحديث من أحاديثه صلى الله عليه وسلم التي يوصي فيها بالمرأة وبالإحسان إليها والصبر عليها .

 قالت : كحديثه صلى الله عليه وسلم : {استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيرا}

 قلت : نعم ، وهذا الحديث لا يوصينا فيه النبي صلى الله عليه وسلم نحن فقط ، بل يأمرنا أن نوصي بها الآخرين أيضاً .

 قالت : كيف ؟

 قلت : لم يقل صلى الله عليه وسلم : أوصيكم بالنساء ، بل قال " استوصوا بالنساء خيراً "

 قالت : وما الفرق ؟

 قلت : "استوصوا" تعني : أوصوا الناس بالنساء خيراً حتى تصل هذه الوصية إلى جميع الرجال 

 قالت : هذا يعني أن على وسائل الإعلام المختلفة نشر هذه الوصية النبوية بالمرأة حتى يعمل بها جميع الرجال

 قلت : صدقت ..بارك الله فيك

 قالت : وبارك الله فيك فقد أوضحت لي أشياء كانت غائبة عني .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين