ضوابط غائبة

من إشكالات الثقافة الشرعية السائدة، التركيز على بيان تحريم الاختلاط بين الرجال والنساء وليس على ضوابط هذا الاختلاط.

تركز التوعية الدعوية والتربوية العامة وخصوصا مع الشباب والشابات على تحريم الاختلاط دون بيان ضوابطه، في الخلوة، والنظر، واللمس، والملبس الشرعي، والزينة، وعدم الخضوع بالقول وغيرها.

ويحدث الإشكال عند الناس رجالا ونساء حين يختلطون في الجامعات والأسواق والشوارع والمستشفيات والباصات والدوائر الرسمية، وحتى في الصلاة في المساجد الكبرى كالحرمين، إلى أن نصل إلى الاختلاط على مواقع التواصل، حيث يتحيرون بالحكم الشرعي، فهم في اختلاط إجباري وضروري وحاجي في كثير من الأحيان، لكنهم لا يعرفون هل يرتكبون الفعل المحرم أو الجائز، فإما يقعون في الحرج والمشقة، وإما ينفلتون دون ضوابط ظنا أن الواقع كله حرام وأنهم مجبرون على ذلك.

ركز الإسلام على وضع الضوابط للاختلاط، ففصل كليا بين الرجال والنساء في صفوف الصلاة، وحرّم قطعيا الخلوة لأي سبب من الأسباب، كما حرم أي اختلاط ترجح فيه وقوع المفاسد والمحرمات.

ولأن الإنسان رجلا كان أو امرأة يحتاج الى الشارع والسوق والمستشفى والجامعة والمتنزه والمصالح العامة والتواصل بالنظر والكلام لأجل الضرورات والحاجات _ وليس لأجل الغايات المحرمة _ فإن الإسلام وضع له الضوابط في ذلك.

إن التوعية بتحريم الاختلاط دون بيان ضوابطه سيربك المسلم والمسلمة فيظنون ان كل اختلاط محرم وهذا غير صحيح.

أحكام الاختلاط لم توضع لإيقاف وتقييد الحياة ونشاط الرجال والنساء فيها، بل وضعت لتنظيم العلاقات واللقاءات، بحيث تكون مبررة نظيفة عفيفة مثمرة، لا محرمة تثير الشبهات والشهوات.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين