الجوائح في الإسلام (25) الطاعون الهالك في مصر

(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) صدق الله العظيم.

يوم الاثنين من أول محرم سنة (848هـ/1444م) عم الطاعون مصر وخاصة في القاهرة، فقد بلغ عدد الأموات فيها كل يوم ما يزيد على مئة وعشرين ممن يضبط في المواريث، وقيل إنه يزيد على المئتين، وكان أكثر الأموات من الأطفال والرقيق، ثم تزايد العدد واشتد سريانه بين الناس إلى أن عاد الحجاج من الديار المقدسة، فتزايد عددهم إلى أن جاوز الألف في اليوم.

طاعون بلاد مصر

حل الطاعون في بلاد مصر سنة (1125هـ/1713م)، وكان ابتداءه في القاهرة، في غرة ربيع الأول، وكان يحصد الناس حصداً. وتناقص في أواخر جمادى الآخرة.

طاعون (كو) الذي حل بمصر

تفشى الطاعون في ديار مصر سنة (1147هـ/1734م)، وسمي بطاعون (كو)، وسمي أيضاً بطاعون (الفصل العائق يأخذ على الرايق). مات به كثير من أعيان مصر والآلاف من الناس، بحيث مات من بيت (عثمان كتخدا) فقط مئة وعشرون نفساً، وصارت الناس تدفن الموتى بالليل في المشاعل لكثرة أعدادها.

طاعون قارب شيمة

حل الطاعون بمصر سنة (1171هـ/1757م)، وسمي طاعون (قارب شيمة) الذي أخذ المليح والمليحة. ومات بهذا الطاعون كثير من الناس المعروفين وغير المعروفين ما لا يحصى، ثم خف، وكانت شدته في رجب من هذه السنة.

طاعون بلاد الشام

حل الطاعون في بلاد الشام سنة (1200هـ/1785م)، واشتد على الناس في رجب. وقضى على الكثيرين من الناس.

وباء الأبقار في مصر

حل في مصر سنة (1201هـ/1786م) الوباء والموت في الأبقار، حتى صارت تتساقط في الطرقات، فمات لبيت واحد مئة وستون ثوراً. وعم هذا الوباء وتفشى الموت في مجمل الديار المصرية من جنوبها حتى شمالها، وامتلأت الطرقات بالأبقار والثيران وحتى الغيطان التي كانت ترعى فيها، وجافت الأرض منها. وهبطت أسعار اللحم البقري جداً لكثرة ذبحه، حتى بيع بمصر آخر النهار كل رطلين من اللحم بنصف فضة. وعافت الناس أكل اللحم خوفا من أن ينتقل الوباء منها إليهم. وبيعت البقرة بما خلفها بدينار، وكثر عويل الفلاحين وبكاؤهم على البهائم، وغلا سعر السمن واللبن والأجبان بسبب قلتها.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين