إجبار مُحرّم

أمران لا يحق للآباء شرعا إجبار الأبناء عليهما:

الاختيار في الزواج.

واختيار التخصص الجامعي.

وها هنا وقفات لمزيد الفائدة:

1_ على الآباء أن يتقوا الله في أولادهم، فلا يجبروهم على شيء كانوا هم يحلمون بتحقيقه في حياتهم فلم يستطيعوا، ويريدون تحقيق ذلك من خلال أبنائهم من زواج او تخصص، فهذا نوع من الأنانية الخفية.

2_ على الآباء أن يتقوا الله، فلا يدفعوا أبناءهم للعقوق بسبب هذا الإجبار.

3_ على الأبناء أن يعرفوا أن الشريعة مع أنها أعطت لهم الحق في عدم طاعة الوالدين في الزواج او التخصص، لكن ذلك لا يرفع واجب البر والتلطف في الخطاب والتعامل معهما.

"وصاحبهما في الدنيا معروفا".

4_ قد يسأل البعض أن أباه أو أمه قالا له: "إن لم تطعنا فلن نرضى عليك أبدا او يدعون عليه بعدم التوفيق"!!!، وهذا يخيف الابن أو البنت، لكن على الوالدين أن يتجنّبا مثل هذا الدعاء غير المشروع، وعلى الأبناء أن يعرفوا أن ذلك لا يخيف ما داموا في غير معصية.

5_ على الأبناء أن يتريثوا في قراراتهم في الزواج أو التخصص، وأن يفرقوا جيدا بين النزوة العابرة والرغبة الناضجة المدروسة، وأن يدرسوا خيارات الآباء فقد تكون هي الأنسب لهم لما لهم من خبرة في الحياة، ولما في نصائحهم من الحرص والحب لأبنائهم. 

6_ على الآباء أن يعرفوا أن عاقبة الإجبار هي زواج فاشل أو تخصص غير مرضي للأبناء.

7_ قمة التوفيق حين تتوافق إرادة الآباء مع إرادة الأبناء، والحالة المثالية عند اختلاف الاختيارات هو الجلوس مع الأبناء وعقد الحوارات الهادئة معهم للوصول لأفضل تصور وقرار.

سأل أحد المتابعين عقب منشور عدم إجبار الأبناء على الزواج او التخصص السؤال التالي:

إذا كان الابن او الابنة غير قادرين على الاختيار، بسبب مراهقة، أو طيش، أو اختيار غير شرعي، فكيف لا نتدخل؟ وألا توجد ضوابط؟

والجواب:

إن المنشور ذكر الضوابط في ثنايا النقاط الواردة وسأعيدها بطريقة موجزة.

1_ إن المنشور يتحدث عن الحالة الطبيعية للأبناء، فاذا كان هناك شيء خارج الطبيعي فللوالدين التدخل، من مثل أن يكون الابن او الابنة لديهم طيش واضح، وتفلت بيّن، وخفة عقل، ونزوة عارضة، أو غيرة من أصدقاء، أو خطأ في المعلومات، أو الزواج بما لا تناسب لوجود خلل أخلاقي فيه أو فيها، أو التخصص فيما هو معصية لله، أو فيما لا يناسبهم مطلقا، فإذا وجد أي من ذلك كان للوالدين حق التدخل.

2_ على الأبناء أن يدرسوا خيارات الوالدين جيدا من كل الجوانب، ويتريثوا في اختياراتهم، وأن يتحاوروا مع الوالدين، ويتفهموا وجهة نظرهم، ويقصدوا رضاهم ما استطاعوا فقد يكون الصواب معهم.

3_ إن حق الاختيار هذا لا يبيح للأبناء العقوق في أشياء أخرى بأي حال من الأحوال.

ويبقى تقدير هذه الأمور للوالدين والأبناء وللأسرة، فلكل حالة خصوصيتها، وتدرس على حدة، والمشورة فيها مختلفة، والحالات لا تتشابه، وإنما كان القصد التنبيه على هذه المشكلة المجتمعية والتربوية من حيث العموم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين