اتّفاق حول الأساسيات ، واختلاف حول التفصيلات:الشيطان يكمن في التفاصيل!

اتّفاق بين الثائرين ، على اقتلاع الاستبداد .. واختلاف على البدائل :

اتّفق الثوّار، في عدد من دول الربيع العربي ، على كنس الاستبداد ، وغمروا الساحات بأجسادهم ، والفضاء بأصواتهم ! وبعد أن خلعوا رموز الاستبداد ، في بلادهم ، اختلفوا ، حول مَن يخلفهم ، وأتاحوا المجال ، لقوى الثورة المضادّة ، أن تفعل فعلها ، وتختطف نتاج ثورتهم ، وتعيدهم ، إلى ظروف ، هي أقسى ممّا كانوا فيه !

اتّفاق بين الحكومات والشعوب ، على ضرورة مكافحة الفساد ، واختلاف على الكيفيات :

تنادي الحركات الشعبية ، بصورة دائمة ، في سائر أقطارها ، بمكافحة الفساد ! وتؤيّدها الحكومات ، في هذا المطلب ، وتَعدُها بالتنفيذ ، وتشكّل لجاناً ، لهذه الغاية ! ويطول عمل اللجان ، حتى ينسى الشعب مطلبه ، أو حتى تصل الخيوط ، إلى بعض المتنفّذين ، فتعرقَل مسيرة التحقيق ، وينتهي الأمر، بالقبض على بعض العناصر، الفاسدة الضعيفة ، ويحمّلون مسؤولية الفساد ، ويحالون إلى التحقيق والمحاكم .. ثمّ تطوى الصفحة!

اتّفاق بين الأحزاب السياسية ، على صناعة الحكم الديموقراطي ، واختلاف ، حول مَن يصنعه :

تتّفق الأحزاب السياسية ، في بعض الدول ، أحياناً ، على وجوب إقامة حكم ديموقراطي ! وحين يُطلب منها الاتّفاق ، على مَن يتولّى أمر السلطة والحكم ، تختلف فيما بينها ، وكلّ حزب يصرّ، على أن يكون، هو، الذي يستلم السلطة ، ويدير شؤون الدولة ! فينتهز الفرصة بعضُ المغامرين ، ويسرقون الحكم ، ويمارسون الاستبداد، بالكيفية التي تضمن لهم ، البقاء في السلطة ، إلى أبعد مدى ممكن ! وتظلّ الشعوب تلعق جراحها!

اتّفاق بين الإسلاميين ، حول ضرورة إيجاد الحكم الرشيد .. واختلاف حول أساليب الوصول إليه :

يتّفق الإسلاميون ، بفئاتهم المختلفة ، حول وجوب إقامة الحكم الإسلامي ! ثمّ يختلفون ، حول صيَغ العمل الأنسب ، لتحقيق هذا الهدف ! فيُختطف منهم الهدف ، ويُزجّ بأكثرهم في السجون ، ويُشرّد الكثيرون ، في المنافي ! ويخضع بعضهم ، للحكم الاستبدادي ، من باب : اختيار أخفّ الضررين ، وأهون الشرّين !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين