مقول ومنقول

تحتوي أذكارُ الصباح والمساء على معانٍ إيمانية قوية تمنح قائلها قوة عظيمة في مواجهة أحداث اليوم...

لننظر في قوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم ﻻ مانع لما أعطيت، وﻻ معطي لما منعت) فكم سيكون اﻹنسانُ عزيزاً شامخاً هادئ النفس إذا استحضر هذا المعنى في يومه كله؟

وهكذا سائر اﻷذكار.

وليت أحداً يكتب عن أثر هذه اﻷذكار على سلوك المسلم.

****

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(ما مِنْ دعوة يدعو بها العبد أفضل من: اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا واﻵخرة).

رواه ابن ماجه في (السنن) برقم (3851).

وللشيخ الفقيه عبد الواحد السيوستاني السندي (المتوفى سنة 1224هـ) رسالة بعنوان: (إيضاح الخافية في سؤال العافية).

وهي جواب حول عبارة (الدر المختار) أنه لا يجوز الدعاء بالعافية الدائمة مثل قول القائل : اللهم أسألك العفو والعافية الدائمة إلخ...

والشيخ يرى الجواز.

ويعكف الأخ الشيخ حق النبي السندي الأزهري على تحقيق رسائل الفقيه المذكور، ومنها هذه الرسالة. وفقه الله.

****

حبذا العناية بكتب (فضائل اﻷعمال) فإنَّ لها أثراً كبيراً في اﻹقبال على اﻷعمال الصالحة واﻻزدياد منها.

ويقول اﻹمامُ العابدُ الزاهدُ العاقلُ الكبيرُ بشر بن الحارث الحافي البغدادي (المتوفى سنة 227 هـ):

مَنْ ﻻ يعرف ثواب اﻷعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال. انظر: حلية الأولياء (8/349)، والصُّبابات للعظم ص76.

****

من الدعوات المسنونة المغفول عنها:

(اللهم جدِّدْ إيماننا في قلوبنا)

فقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

(إن اﻹيمان سيخلق-أو ليخلق- في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فسلوا الله أن يجدد إيمانكم في قلوبكم).

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(52/1):"إسناده حسن".

****

سمعت الشيخ جلال الحنفي البغدادي رحمه الله يقول في قوله تعالى: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه):

أي يضربه على دماغه.

قلت: وهذا يشير إلى أن للباطل دماغاً يفكر ويدبر ويتآمر، وﻻ بد أن نقابله بتفكير وتدبير وتخطيط لدفع شرِّهِ، وتوقي ضرِّهِ، والسلامة من مكرِهِ.

****

ينبغي لمن كان له محفوظ أن يتعاهده، ولاسيما القرآن، والأحاديث النبوية، والمتون العلمية، وقد قال لنا شيخنا الشيخ إبراهيم بن رحيم بن جدي الهيتي رحمه الله : كنت أقرأ ألفية ابن مالك في جلسة واحدة.

****

لا تكرهْ ما ينزل بك من ضر:

يقول الوزيرُ العالمُ ابن هبيرة الدوري المتوفى سنة (560هـ) في قوله تعالى: (قل لن يصيبنا إﻻ ماكتب الله لنا)(التوبة :51):

(إنما لم يقل: كتب علينا ﻷنه أمر يتعلق بالمؤمن، وﻻ يصيب المؤمنَ شيء إلا وهو خير له: 

إن كان خيراً فهو له في العاجل.

وإن كان شراً فهو ثواب له في اﻵجل).

****

مقترح

جاء في صحيح مسلم: (ﻻ تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله).

أقترح أن يقوم باحثٌ جادٌّ بتتبع الذين ادعوا النبوة في التاريخ، ففي ذلك إشارة تقريبية إلى الزمن الذي نحن فيه ومدى قربه من الساعة.

****

لو عاد الدكتور مصطفى جواد رحمه الله إلى الدنيا لأضاف على كتابه (قل وﻻ تقل):

(قل: مجموعة. 

وﻻ تقل: قروب أو كروب أو جروب).

****

في الحديث الشريف: (ما من أحد أحب إليه العذر من الله)، وأصل هذا في كتاب الله، يقول تعالى: (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)(النساء:165).

وربط الأحاديث بالآيات يفيدنا في معرفة تواريخ هذه الأحاديث، فالحديث السابق مثلا لا يبعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله بعد نزول هذه الآية.

****

المفسِّر الآلوسي يقول عن الحرف الزائد في القرآن: سيف خطيب. أي لايعمل كما أن سيف الخطيب الذي يحمله على المنبر لايعمل ولايستخدم. وهذا تأدباً مع القرآن حتى لا يقول: هذا حرف زائد لاعمل له.

وهذه الفائدة سمعتها من الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله معزوة إلى الآلوسي.

ثم كشفت عنها في تفسيره (روح المعاني) فوجدته استعمل هذا التعبير أكثر من عشرين مرة.

****

كتبتُ إلى صديق استجدَّ بيتاً: يقال لوليمة البيت الجديد في اللغة العربية: الوكيرة. وكل وليمة لها اسم، وهذا من ثراء لغة العرب.

ملحوظة: هذه للفائدة، وليست طلباً لمائدة.

****

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين