تعشيق عقول!! 

نزلتُ بكرةً إلى عملي كالمعتاد، فإذا بالسيارة غاطّةً في سبات عميق ، لا يؤزّها لتعمل وكزةُ مفتاح، ولا يَهيج قرَمَها ضغطةُ وقود، فعرفتُ أنها بحاجة إلى( تعشيق) كما نقول عندنا، بسبب نسياني أحد أضوائها مشغّلاً آناء الليل.

فتدبرتُ ساعة، فخطر لي أن بعض العقول عندنا تغطّ في سُباتٍ عميق، كمحرّك السيارة، بسبب مكثها أمداً بعيداً على شواكلَ واهنة، استنزفت قواها، واستعشت بصيرتها، كما استنزف ذلك الضوء على خفوته قوة البطارية على جبروتها!

إن تلك العقول ليس بينها وبين أن تنتفضَ من رقدتها سوى دعّةٍ باطشة، تعيد الروح إلى أنسجة الفكر التي ضمُرت لطول إهمالها، وتنشّط خلايا المخ التي نخرت فيها عقابيلُ الكسل والهمود.

عجباً لبني البشر! لقد ابتكروا آلةً لتعشيق القلوب، وتحفيزها على معاودة ضخّ الدماء، لكنهم عجزوا عن صناعة آلة( تعشّق) العقول لتعاود ضخّ الأفكار!!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين