قواعد السياسة

للسياسة قواعد لا بد أن تُتَّبع حتى تنجح أهدافها وتتحقَّق المصالح المبتغاة منها لا فرق في ضرورة ذلك الاتباع بين مسلم أو غير مسلم أو بين طائع وعاص.

فللتفاوض السياسي مثلا قواعد ومهارات من أتقنها فقد غلب ومن افتقدها فقد خسر وهي قواعد ومهارات تسري على الجميع مسلما كان أو غير مسلم، مطيعا كان أو فاسقا. 

السياسة تحتاج من الجميع وجود خطط ومشاريع واستراتيجيات وكفاءات ومهارات. 

لكن الفرق عند المسلم هو في المبادئ والأخلاقيات التي يملكها والتي تميزه عن غيره.

فقوة السياسي الصالح والنظيف تكمن في مشروعه وتخطيطه واستراتيجياته وكفاءاته مع مبادئه وأخلاقه فإذا استوى مع غيره في المشاريع والخطط والاستراتيجيات والكفاءات كانت له الغلبة بوجود المبادئ والأخلاقيات التي تتيح له رضا الله وعموم الناس.

(وإذا لم يكن عنده سوى المبادئ والأخلاقيات فإنها لن تشفع له وحدها بحال من الأحوال ولن تنجيه من مكر المنافسين ودهائهم ولو كان أعبد الناس وأتقاهم لأن قواعد السياسة تأبى ذلك كما وضعها الله في قوانين الحياة).

كان أبو ذر رضي الله عنه من الصحابة السابقين الأوَّلين المعروفين بمثاليتهم وتقواهم لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يوله ولم يستعمله وأوصاه أن لا يكون أميرا ولو على اثنين ولا يتولين مال يتيم !!!!

وذكر له علة ذلك بوضوح "إني أراك ضعيفا".

لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل مبادئ وأخلاقيات فقط في ممارسته السياسية بل كان يحمل مشاريع وخططا واستراتيجيات وكفاءات، لكنه تمايز بأخلاقياته ومبادئه فكان له نقطتان مقابل نقطة واحدة لمخالفيه.

لقد كان عند رسول الله مشاريع وخطط واستراتيجيات ومعاهدات ومشاورات وسياسات وكفاءات لتأتي المبادئ والأخلاقيات لتفسح الطريق وتفتح القلوب وتكسب الولاءات وتحقق المصداقية وتذيب العقبات أمام نجاح هذه الخطط والمشاريع.

لألخص لك المعادلة:

سياسة بدون أخلاق= 

انتهازية وظلم وتسلط وفساد.

أخلاق بدون سياسة= 

فشل وقصور واستغفال وضعف.

سياسة مع أخلاق= 

كفاءة وأمانة ومصداقية وإنجاز دنيوي وأخروي.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين