أيتها الزوجة... دورك والله خطير

 

ما زالت كلمة قالها شفيق البلخي لزوجته تستوقفني متأمّلًا في دور الزوجة في توفير السكن النفسي لزوجها؛ فتُعينه من ثَمّ في حياته كلها، أو تهدمها عليه كلها.

الكلمة التي قالها البلخي لامرأته: «لو كان أهل بلخ كلهم معي، وأنت ضدي، ما استطعت أن أقيم أمر ديني».

وأمرُ الدين هو أمر الحياة كلها، لأن الإسلام منهج حياة، ومن لم يُقِم أمر دينه لم يُقم أمور حياته كلها.

لقد أراد البلخي أن يوضح التأثير الكبير، والدور الخطير للزوجة تجاه زوجها، وعمله، وإنتاجه، وصحته، وحياته كلها... حتى ولو كان أهل بلده كلهم يقفون معه، يؤيّدونه وينصرونه، فإنهم لن ينفعوه إذا كانت زوجته تعمل ضده.

وهذه دراسة حديثة تؤكد تلك الحقيقة التي حملتها كلمة شفيق البلخي. إذ تقول نتائج الدراسة إن 75 في المئة من الرجال يصرّحون بأن أعمالهم تلبّكت بعد انفصالهم عن زوجاتهم، بل إن 33 في المئة منهم اضطروا إلى تغيير أعمالهم.

أما تأثير الطلاق على الصحة، فقد أكد 76 في المئة من الرجال أن صحتهم تدهورت بعد انفصالهم عن زوجاتهم.

وأشارت الدراسة التي أعدها البروفيسور جيرهارد اميندت من جامعة بريمن إلى أن 41 في المئة من الأزواج أُصيبوا بمعاناة نفسية بعد الطلاق، بينما شعر 45 في المئة أنهم مصابون بأمراض نفسانية دائمة أو شبه دائمة.

وأكدت الدراسة ارتفاع نسبة الرجال الذين يشعرون بأنهم فقدوا دورهم الأبوي في الأسرة نتيجة الطلاق.

ليت الزوجة تدرك أنها تفعل الكثير حينما توفر لزوجها سكناً هانئا مريحا مستقراً في بيته؛ وتدرك أنها بذلك تُقدِّم لزوجها إعانة حقيقية في عمله، وصحته، ودينه... تدرك أنها تنال بهذا أجرًا من الله تعالى يعدِل كل ما يكسبه الرجل من أجر: «وحُسن تبعّل إحداكن لزوجها يعدِل هذا كله» كما قال صلى الله عليه وسلم.

فلتُقدّري أيتها الزوجة الفاضلة عِظَم الرسالة التي تؤدّينها، وخطورة الدور الذي تقومين به؛ حين توفرين ما يُعين زوجكِ على أن يقوم بأداء واجباته المختلفة في الحياة.

شرح الله صدركِ لذلك، وأعانكِ عليه، ويسّره لك، وأجزل سبحانه لكِ الأجر والثواب.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين