بقعة ضوء

من يصدق أن حاكما يمطر مدن البلد الذي يحكمه بوابل من البراميل المتفجرة والصواريخ البالستية وراجمات الصواريخ والهاونات والدبابات ؟!… 

من يصدق أن هذا الحاكم يستخدم الطيران الذي اشتراه من ثروات البلد التي يفترض أن تنفق على النهضة والتطور والعمران ، ويستعين بطيران الدول التي تحالف معها ضد شعبه ليدمر المدن فوق رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ ؟!

ومن يصدق أن هذا الحاكم يستخدم الأسلحة المحرمة دوليا بين الدول المتعادية المتحاربة فضلا عن استخدام حاكم لها لإبادة شعب تحت مظلة افتراءات محاربة الإرهاب… 

إن لم يكن مايفعله هذا الحاكم وأعوانه هو الإرهاب فما هو الإرهاب ؟!

من يصدق أن حاكما يهجر شعبا من البيوت والمدن ليخليها لساكنين مستوردين من وراء الحدود ؟!

ومن يصدق أن حاكما يسجن نساء بلده ويستبيحهن بشكل ممنهج وبذرائع واهية لاتخفي حقده وطائفيته ؟!

من يصدق أن السجون تلفظ كل يوم آلاف الموقوفين جثثا متحللة تحت التعذيب ؟!

ومن يصدق أن يبيح الحاكم لجيشه أن يتخذ ممتلكات الشعب غنائم لجنوده الذين لامهمة لهم إلا حماية الكرسي والطائفة ؟

لقد اعتاد العالم على أن يألف غير المألوف ، فصار يرى الدماء تتدفق من أجساد السوريين دون أن تهتز فيه شعرة ودون أن تقوم ضد هذا الرعب مظاهرة واحدة منددة بذلك .

والأغرب أن العالم كله يتواطأ على إبادة هذا الشعب .

والسؤال: ألم يعد للضمير الإنساني وجود ؟ 

ومن هو الشعب التالي إذا ما أنجز العالم إسكات صوت هذا الشعب الذي هب ليطالب بحقه في الحرية والحياة ؟

بمعنى آخر: من هو الثور الأبيض ؟

وسؤال آخر :

هل يذكر التاريخ أفعالا مشينة كهذه التي فعلها النظام السوري وأعوانه المشاركون في الجريمة ؟

وسؤال أخير: أين هو دور محاكم العدل الدولية ؟

وإلى متى تبقى الوحوش تستبيح لحوم البشر دون رادع ؟

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين