أعجز الناس أعجزهم عن الدعاء

كثيرة هي تلك العناوين الاجتماعية والأخلاقية والعبادية التي تطالبني أن أكتب فيها وكلما اردت ان أكتب في واحد ضروري منها قام حدث الساعة ( حرق إدلب ) ( الهجوم على إدلب ) يصرخ في وجهي ويقول :مالك فأنا أحق بالكتابة اليوم من أي موضوع يخطر على بالك فقلت له: وماذا عساي أن أقدم لملايين الأطفال من أمتي و خصوصا الأيتام منهم ؟ أو لمئات الآلاف من النساء وخصوصا الثكالى والأرامل منهن ؟ أو لآلاف المعوقين خصوصا كبار السن منهم ؟ وووو????ثم ذكرني بشيء عظيم أقدمه لهم ويقيني انه سلاح عظيم ألا إنه الدعاء !!!!

إخوتي السوريين: على الرغم من كل هذه المصائب التي تنزل بنا أرى أننا لا نأرز إلى الدعاء الذي هو العبادة بعينها خاصة في هذه الأوقات العصيبة فقد صح عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنه قال : قال عليه الصلاة والسلام : (إن الدعاء هو العبادة ) لذلك أرجوكم ثم أرجوكم أن لا تزهدوا ولا تعجزوا عن الدعاء فقد صح عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( أعجز الناس أعجزهم عن الدعاء، وأبخل الناس أبخلهم بالسلام )

نعم أنا معكم لقد طالت المحنة عليكم وصبرتم كثيرا كثيرا لكن هذا لا يبرر لكم أبدا أن لا تتضرعوا إلى الله عز وجل وأن لا تجأروا إليه بالدعاء قولوا لي بربكم- ولنكن صريحين - :أين تضرعنا إلى الله عز وجل في سجودنا أو بعد نهاية صلواتنا أو في تهجدنا 

وبصراحة تامة أقولها لنفسي ولكم: كأن كل هذه الآلام لا تعنينا وكأن كل هذه المآسي لم تنزل بساحتنا وعلى إخواننا بل كأن وطننا لم يدمر ولم يحرق بمواطنيه!!! 

وأكثر من ذلك إن كثيرا من الصالحين من غير السوريين الذين يحترق قلبهم على بلاد الشام ليدعون الله لنا ولوطننا أكثر بكثير كثير مما ندعو به لأنفسنا لكن كما قيل: ليست النائحة كالثكلى 

ألسنا --ونحن المصابون --أحق بالتضرع والبكاء والتململ بين يدي الله عز وجل؟

ثم افترض أيها الاخ الكريم أينما كنت افترض أن الله عافاك وسلمك ولم تصب بواحدة من هذه المصائب التي نزلت بالملايين من أمتك وإخوانك أليس من واجبك أن ترفع كفيك إلى الله عز وجل من أجل إخوانك ألم يقل الله عز وجل: ( إنما المؤمنون إخوة)؟!!

اللهم يارب العالمين سلّم سلّم وارفع البلاء عن هذه الأمة وخصوصا أهل إدلب والذين لا علاقة لهم بتلك الرايات التكفيرية ولا برافعيها والتي يدعون زورا وبهتانا إسلاميتها، والذين ظلموا كلمة التوحيد عندما وضعوها على راياتهم. هذه الرايات التي كان كثير من أصحابها لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن حتى رسمه لقد كان هؤلاء التكفيريون من أعظم أسباب نكبة هذه الأمة الجريحة .

مرة أخرى: اللهم عليك بالمجوس ومن شايعهم ومن شايعوه أو آزروه.

اللهم انتصر لكل مظلوم.

اللهم سلّم سلّم هذه الأمة يارب العالمين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين