يعيبون علينا اتباع الآبائية الهداة مع اتباعهم الآبائية الضالة

عندما تحاور بعض الذين يتبعون الفكر الحداثي ، ويتمسكون بمقولات العلمانيين والليبراليين فإنهم يتهموننا باتباع الآباء وتراثهم ، وفي نفس الوقت : هم يفتخرون بترداد مقولات بعض الفلاسفة الذين مات بعضهم من مئات السنين ، ويستدلون بكلامهم : وكأنه حلال عليهم اتباعهم لهؤلاء العقلانيين الماديين والمفكرين الملحدين ، وحرام علينا أن نتبع الأئمة الهداة والعلماء المحققين الذين نهلوا من معين الكتاب والسنة ، ورافق ذلك قناعة تامة واطمئنان كامل بصدق أقوالهم ودقة تحقيقاتهم .

والحقيقة أن اتباع الآبائية هو على نوعين :

أ- اتباع محمود : 

اتباع الآباء في تحقيق المسائل العلمية ، والتزام المنهج العلمي الذي اتبعوه ، مع القناعة الراسخة من قبل الأبناء أن هذا الحق مبني على قواعد عقلية يقينية ومنهج علمي رصين : فاتباع الآباء في ذلك رفعة ودليل على السداد .

انطلاقاً من قوله تعالى : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ) ، وقوله تعالى : ( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ  وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) .

مع مراعاة ما يستجد من حقائق علمية في جميع المجالات مع الأخذ بعين الاعتبار الثوابت والمتغيرات .

فليس عاراً اذا اتبعت سيبوية عندما قال : الفاعل مرفوع والمفعول به منصوب .

وهكذا اتباعي للحقائق العلمية التي قررها علماء الأمة من المفسرين وعلماء اللغة والفقهاء والمحدثين .

ب- اتباع مذموم :

اتباع الآباء في الضلال والانحراف الفكري كما يفعله الحداثيون والعلمانيون عندما يتبعون فلسفات الغرب ابتداء من هيغل وماركس ونتشة وفولتر وغيرهم ويريدون ان يسقطوا آراءهم ونظرياتهم على القرآن الكريم بطريقة جدلية مادية ، وعقلية غربية منقطعة عن وحي السماء : فيحرفون معاني الآيات القرآنية ويشوهون عطاءها الإيماني ليرضيوا أسيادهم. 

ثم يكذبون على الناس فيقولون : انّ هذا التفسير والقراءة المعاصرة للقرآن الكريم مبني على التطور المعرفي !!!

وهذا غش وتدليس ، ومكر وخداع :

فما علاقة التطور المعرفي بإباحة خروج المرأة بالمايوه شبه عارية ؟؟ !!!

وما علاقة التطور المعرفي بإباحة الزنا عن طريق المساكنة ؟؟!!!

وما علاقة التطور المعرفي بإباحة شرب الخمر ؟؟!

وما علاقة التطور المعرفي بإباحة أنه يحق للمرأة أن تحبل بدون عقد زواج واعتبار ان هذا الولد ولد شرعي ؟؟

وما علاقة التطور المعرفي بإنكار الإسراء والمعراج واعتباره أن هذا الاسراء يمكن ان يكون لسيدنا موسى وليس لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين