أيها الزوج :
الرفق الرفق ، فإنه ما وجد في شيء إلا زانه ، وما انتزع من شيء إلا شانه .
وإن ما تحصله بالرفق أضعاف أضعاف ما يتحصل بالشدة .
فإن بدرت بادرة لا تعجبك فتمهل وانظر وتأمَّل واستصحب الرفق في المعالجة = تجد ما تريد غالبا .
وإن النبي صلى الله عليه وسلم إنما شبه المرأة بالقارورة
فقال صلى الله عليه وسلم "رفقا بالقوارير "
(ولو ذهبنا لنختصر معاني هذه المفردة العجيبة ودلالاتها النفسية لقلنا : يجب عليك أيها الزوج أن تعامل زوجتك بما يوافق معاني الأنوثة فيها ويقارب روعة الجمال الإنساني فيها , وليس يتحقق لك هذا ولا تستشعره الزوجة منك إلا إن مزجت هذه المعاني المتدفقة بالجمال الساحر والعذوبة اللذيذة في الكلمة ، في النظرة ، في اللمسة ، في الحركة ، في الموقف ، حتى في العتاب الجميل ) .[ ملتقى أهل التفسير ] .
وإني أقول لك هامسا ناصحا :
" المرأة تحب من زوجها الألفاظ الجميلة ، والإشادة بجمالها ورقّتها وحسنها وأخلاقها ، ولا تشبع من هذا ولا تمل منه فأشبغ غريزتها.
ويتأكد ذلك عند بذل المجهود
كأن تصنع طعاما وتتعب فيه ، أو تكثر من مذاكرة أطفالها ،
أو تتعب من غسل وكنس ،
أو عند حصول الأمراض والأوجاع ، أو نحو ذلك .
وقد قرأت لبعض المختصين أن أكثر حالات الطلاق التي مرت عليه كانت بسبب إهمال الزوج لتلك التفاصيل .
كما أن المرأة لا تحب الزوج البخيل فأنفق عليها بحسب قدرتك وإمكانياتك، واعتذر لها عما لا تستطيع، وعدها بالخير الكثير إذا فتح عليك ؛
فإنك إن فعلت ذلك فقد جمعت بين القول الحسن والفعل الحسن ، وأخذت قلبها واستوليت على حبها .
ولا يناقض ذلك ما جبلت عليه من كفران العشير، فإن ذلك إنما يظهر عندما ترى منك ما تكره لا ما تحب .
فعَنْ عَبْد ِاللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( َأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ ) قَالُوا : بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ : ( بِكُفْرِهِنَّ ) قِيلَ : يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ ، قَالَ : ( يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ ) [رواه البخاري] .
على أن للشدة مواضع لا يصح غيرها ، لا سيما إذا انتهكت المحارم ،أو تعديت الحدود ،أو حصل النشوز والترفع ، أو خرج اللسان عن حده إلى الاحتقار والازدراء وصارت المرأة مترجلة ، فحينئذ لا يصلحها إلا التقويم والإصلاح .
في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قال : (ما خيِّر النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يأثم فإذا كان الإثم كان أبعدهما منه والله ما انتقم لنفسه في شيء يؤتى إليه قط حتى تنتهك حرمات الله فينتقم لله ) .
قال الإمام النووي رحمه الله : (وانتهاك حرمة الله تعالى هو ارتكاب ما حرمه ) .
أعانك الله على ما أوكلك من رعاية أهلك وتربيتها
فإنك راع ومسئول عن رعيتك
والله المستعان .
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول