أَعْظَمُ النَّاسِ حَظًّا فِي الِاصْطِفَاءِ

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}. سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الآية/ 42

أعظم كرامة يكرم الله تعالى بها أحدًا من خلقه، أن يصطفيه الله تعالى ويختاره لنفسه.

وَاللَّهُ تَعَالَى يَصْطَفِي مَنْ يَشَاءُ من خلقه؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ}. سُورَةُ الشورى: الآية/ 13

اللهُ يَصْطَفِي مَنْ يَشَاءُ مِنَ الْمَلائِكَةِ، وَيَصْطَفِي مَنْ يَشَاءُ مِنَ النَّاسِ؛ قَالَ تَعَالَى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاسِ}. سُورَةُ الْحَجِّ: الآية/ 75

وأعظمُ النَّاسِ حَظًّا في الاصطفاء رسل الله صلوات الله عليهم أجمعين؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأيْدِي وَالأبْصَارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأخْيَارِ}. سُورَةُ ص: الآية/ 45- 47

وليس الاصطفاء قاصرًا على الْمَلائِكَةِ والرُسُلِ عليهم السلام؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا}. سُورَةُ النِّسَاءِ: الآية/ 69، 70

وأعظمُ النَّاسِ حَظًّا بعد الرسلِ في الِاصْطِفَاءِ مَرْيَمُ عليها السلام، اصْطَفَاهَا اللَّهُ تَعَالَى مرتين، اصْطَفَاهَا لِكَثْرَةِ عِبَادَتِهَا وَزَهَادَتِهَا وَشَرَفِهَا، والِاصْطِفَاءُ الثَّانِي: اصْطَفَاهَا اللَّهُ تَعَالَى عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، فوَهَبَ لَهَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ غَيْرِ أَبٍ.

ومن أعظمِ النَّاسِ حَظًّا في الِاصْطِفَاءِ أهل القرآن؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا}. سُورَةُ فَاطِرٍ: الْآيَةَ/ 32، 33

وبقدر ما عندك من كتاب الله تعالى تلاوة وتدبرًا وحفظًا وعملًا يكون اصطفاء الله تعالى لك.

اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين