العنف والإرهاب

كلنا ضد العنف... كلنا ضد الإرهاب... كلنا ضد قتل الأبرياء في قارعة الطريق... كلنا يرفض أن تُهدر نقطة دم واحدة على غير أساس شرعي يتفق مع دستور السماء الذي يحفظ للإنسان المسلم دمه وماله وعرضه...

ولا ننسى أبداً قول الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة حجّة الوداع: "أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا".

ولكن... كيف نصنع إذا كانت السلطة هي التي تمارس العنف وتمارس الإرهاب ضد مواطنيها؟ ومن الذي يستطيع أن يخالف السلطة أو يتهمها؟

إن جزاءه هو جزاؤه... وإن العقاب الشديد، وكمّ الأفواه، شرط من شروط استتباب الأمن في الدول المتخلفة...

عندما يمتد العنف من أقصى البلاد العربية إلى أقصاها، لا يمكن أن نتهم الشباب، جميع الشباب المسلم بالإرهاب، في جميع أنحاء العالم الإسلامي...

هناك خطأ ما، عند حاكم ما، أدى إلى ما يحدث في هذا البلد أو ذاك... والحكام ليسوا آلهة، وليسوا فوق مستوى البشر... هم بشر يخطئون ويصيبون، فلماذا يرفضون أن نعاملهم كبشر، وأن نحاسبهم كبشر؟! وإنّ الخطأ الذي يقع فيه الحاكم يؤذي الشعب كله، ويضر الأمة كلها، ويؤدي إلى ردات فعل عنيفة وخطيرة... لماذا يريد الحاكم أن يُفهمنا أن ذنبه مغفور، وأن الشعب وحده هو الذي يحاسَب على الذنوب؟!.

يجب أن نراجع واقعنا العربي كله، ويجب أن نسأل أنفسنا: لماذا هذه الدماء الغزيرة؟ لماذا هذا العنف المنتشر في كل مكان؟

لماذا هذه الأحداث المأساوية؟

لماذا التمرد في كل مكان؟..

لا بد من أسباب تقف وراء هذا كله... فما هذه الأسباب؟!.

الويل كل الويل أن تسأل عن هذه الأسباب. لأنهم سيقولون لك: إما أن تسكت، وإما أن تدخل السجن، وإما أن تخرج من البلد وتلجأ إلى ديار أعدائك... لأن الحرية متوافرة هناك أكثر، ولأن الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان هناك أكثر.

[باختصار، من مقال منشور في مجلة فجر الإسلام – العدد 8 / رمضان 1416هـ = شباط 1996م. 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين