السلطان يسأل وشيخ الإسلام يجيب

( علة العلل في طروء الخلل )

قال العلامة الإمام المحدث الفقيه النظار محمدزاهد الكوثري رحمه الله:

بعث السلطان أحمد الأول -باني ذلك الجامع البديع ذي المآذن الستة قرب آياصوفيا- كبير حجابه إلى شيخ الإسلام محمد سعد الدين( توفي سنة ???? هجرية) بخط سلطاني يسأله فيه:

-ما هو سبب الخلل الطارئ على كيان الدولة وشؤون الرعية مع النصر الموعود لهذه الأمة؟?.

أخذ الشيخ الخط السلطاني من يد كبير الحجاب وكتب تحته بعد مد باء الجواب على الوجه المعتاد في الإفتاءات:

{مالي ولهذا الأمر؟ كتبه محمد سعد الدين.}

وأعاد الورق إلى السدة الملكية، فاحتد السلطان غضبا ، واغتاظ جد الغيظ ، حيث اعتبر أن شيخ الإسلام لم يلتفت إلى سؤاله ، فطلبه للمثول بين يديه في الحال ،فحضر وأخذ السلطان يعاتبه مر العتاب، على خلاف ما هو المعتاد من التسامح مع مشايخ الإسلام، وقال: كيف تقول (أنا مالي) في أمر يهمني جداً وتهمل الجواب؟

فقال شيخ الإسلام:كلا بل جاوبت على سؤال مولانا أدق جواب، فمتى كانت عناية رجال الدولة وأفراد الأمة بما يخصهم أنفسهم دون التفات إلى ما يعم ضرره للجميع أو يشمل نفعه الجميع قائلين : مالي ولهذا الأمر ؟! فقد طمت البلية ،وعمت المصيبة؛ لانصرافهم إلى منافعهم الشخصية دون النفع العام.

ولما شرح شيخ الإسلام كلامه هذا الشرح أعجب به السلطان جداً وخجل من عتابه وسعى في إرضائه سعيا بالغا، وأنعم عليه بثلاث خلع فاخرة، كما أنبانا بذلك التاريخ.

وتلك الكلمة ( أنا ما لي) على وجازتها هي علة العلل في طروء الخلل في كل زمن.

( مقالات الكوثري ص 448 ط التوفيقية)

اللهم كن لأهلنا في الغوطة وليا ونصيرا وحفيظا وكفيلا.. أنت حسبنا ونعم الوكيل.. فقد تكالب عليهم الأعداء وأسلمهم القريب وباعهم الصديق او من كان يدعي انه الصديق.. فليس لهم سواك ولا ملاذ لهم غيرك يا أرحم الراحمين..يا أرحم الراحمين...

إن أبطأت غارة الأرحام وابتعدت=فأقرب الشيء منا غارة الله

يا غارة الله جدي السير مسرعة=في حل عقدتنا يا غارة الله

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين