حين يُدمن الإنسان على نوع من السوء فإنَّه يألفُهُ، ثم يُحبُّه، ثم يُصبح عبده، وذلك أقصى درجات الهوان والغباء.
أخزى من العار إلف المرء للعارِ = حتى يكون المنى وهو الأذى الزاري
يُحبُّه حُبَّ مسعور به خبِلٍ = ولا يُبالي بإخفاء وإجهار
كصانعٍ دميةً يلهو بها فغدت = عشقاً له وغدت أحبال سحَّار
وصار يعبُدها وهو السعيد بها = وإنَّها محض آصار وأقذار
تصليه من نقمٍ تبدو له نعماً = والإلْف أفتك خدَّاع وختَّار
قد خاب من صار إلفُ الذل سيِّدَه = وإنَّه النارُ أو أضرى من النار
"يُقضى على المرء في أيام محنته = حتى يرى" سعده في سطوة العار
ويُبصر الشمس في الرأد البديع دجىً = والليل شمساً أطلتْ دون أستار
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول