أخزى من العار

                           

حين يُدمن الإنسان على نوع من السوء فإنَّه يألفُهُ، ثم يُحبُّه، ثم يُصبح عبده، وذلك أقصى درجات الهوان والغباء.

أخزى من العار إلف المرء للعارِ = حتى يكون المنى وهو الأذى الزاري

يُحبُّه حُبَّ مسعور به خبِلٍ = ولا يُبالي بإخفاء وإجهار 

كصانعٍ دميةً يلهو بها فغدت = عشقاً له وغدت أحبال سحَّار

وصار يعبُدها وهو السعيد بها = وإنَّها محض آصار وأقذار 

تصليه من نقمٍ تبدو له نعماً = والإلْف أفتك خدَّاع وختَّار 

قد خاب من صار إلفُ الذل سيِّدَه = وإنَّه النارُ أو أضرى من النار

"يُقضى على المرء في أيام محنته = حتى يرى" سعده في سطوة العار

ويُبصر الشمس في الرأد البديع دجىً = والليل شمساً أطلتْ دون أستار

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين