حاجات الناس لا رغباتهم

ارتبطت صورة العالم الشرعي والامام والخطيب في أذهاننا بحسب تأثيرات ثلاثة:

الأولى: تصورات الناس عن صورة العالم والامام والخطيب المفترضة من خلال مستوى فهمهم لدينهم

الثانية: تصورات العالم والامام والخطيب عن نفسه ودوره ووظيفته في المجتمع

الثالثة: تصورات خلقها الإعلام عن العالم الشرعي والحدود والصور الانطباعية الايجابية والسلبية عنه

هذه التصورات الثلاثة كثيرا ما تفرض وضعا مربكا للعالم والامام والخطيب وطبيعة وظيفته وحدودها

فان نأى بنفسه عن مشكلات الناس وبقي في فضاء المثل والفضائل قالوا: "مثالي ويعيش في برج عاجي"!!!!

وان تصدى لمشكلاتهم يعالجها ويحلها ويتكلم فيها قالوا: 

"تدنى وهبط لمستوى لا ينبغي له وخرم مروءته"!!!!

يا ترى؟

ما رد الفعل عند الناس لو تحدث العالم في درسه والامام والخطيب في خطبته عن قضايا حساسة مثل:

العلاقات العاطفية بين الشباب والشابات عبر الفيسبوك وحلل واستنتج

او احتياجات المرأة النفسية والجسدية وفصل في ذلك

او في الشذوذ الجنسي واسبابه وعلاجه

او مدح حكومة لديها مظالم كثيرة في إنجاز ايجابي دون تملق أو نفاق

ستعمل عند ذاك الصورة الذهنية والانطباعات عملها عند كثير من الناس فتجعله في أعلى عليين او أسفل سافلين

أيها العالم والامام والخطيب:

"إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا"

وأنت وريث النبوة في بيان الحق

هذه هي المهمة بالضبط فأنت طبيب لمرضى فلا تبال بمزاجيتهم ولا اشتراطاتهم ولا تصوراتهم عنك وعن علاجهم ودوائهم فأنت من يقرر ذلك لا هم

ليكونوا تابعين لأهدافك وتصوراتك ولا تكن تابعا لأهدافهم وتصوراتهم وإلا أصبحت أسيرا لرغباتهم ومزاجيتهم فأنت قائد لا مقود

شخّص الاحتياج عند الناس وحضّر له زادك الفكري والعلمي وألقه اليهم بالحكمة والموعظة الحسنة

فوظيفتك معهم باختصار:

(تلبية حاجاتهم الشرعية لا رغباتهم المزاجية)

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين