وحدة الإنسان قبل وحدة الأوطان

متى نتخلص من ثقافة سايكس بيكو التي فرضت علينا تحت الرايات القومية؟

متى نتخلص من ثقافة إلغاء الآخر وثقافة الحقد والعنصرية والعصبية والجهل والحروب؟ 

هل يعقل أن نبقى اسرى لثقافة متخلفة فرضت علينا بقوة الحديد والنار ورسخت فينا قيم الباطل ومسخت إنسانيتنا كبشر وجعلتنا في مؤخرة القافلة البشرية ؟ 

بفضل هذه الثقافة نعيش حرب داعس والغبراء في محيطنا العربي والإسلامي 

يكفر بعضنا بعضا ويخون بعضنا بعضا ونرفع سيوفنا الخشبية على بعضنا ونحرق الأخضر واليابس بحماقاتنا وجهلنا 

متى نعيد الرعاع الهمج لنؤهلهم أخلاقيا وإنسانيا حتى يحترموا أنفسهم ويحترموا الآخرين ؟

لن أتحدث عن المشروع الصفوي فهو لا يحتاج إلى بيان فجرائم أتباعه في العراق وسورية وغيرهما تكفي للإدانة، وتصريحاتهم لا تحتاج إلى تعليق. 

على علمائنا ومفكرينا وحكمائنا أن يتحاوروا لوضع خريطة الطريق لإنقاذ الأمة من المخطط الاستعماري الجديد .

يجب وضع كل الملفات على الطاولة والحوار حولها بشفافية لوضع حلول واقعية لها. 

ملف الحريات والحقوق والمساواة والأقليات والقوميات والمذهبيات فإذا لم نضع لها حلولا واقعية فستكون ورقة رابحة في يد أعدائنا وسندفع الثمن غاليا كما حصل في القرن العشرين 

واقول لكم: هذه الملفات لا تحل بالقوة وكل من يلجأ إليها سيدمر نفسه قبل تدمير الآخرين. 

اية شرارة للحرب ستدمر المنطقة بأكملها وهذا ما يريده المتربصون اصحاب المشاريع الغازية.

إن إسقاط الخلافة تركت فينا جروحا لم تندمل حتى الآن ومع هذا لم نبذل جهدا خلال قرن لمداواتها !!

على عقلاء العرب والترك والكورد أن يجتمعوا ويطرحوا ثقافة جديدة قائمة على ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) 

حيث اقر الإسلام الحقوق والواجبات للشعوب فلماذا لا نعلنها ونلتزم بها ونمسح ثقافة سايكس بيكو التي نخرت في كياننا 

فكل ما نتج عنها غير مقدسة فلماذا يفدسها البعض. 

نحن أمة واحدة ولكنها مكونة من شعوب ولا بد من إقامة العلاقة بينها على اساس الحقوق والواجبات لا أن يلغي بعضها بعضا 

ووحدة الإنسان قبل وحدة الأوطان لأن الإنسان يحافظ على الوحدة وهو الذي يدمرها وتجاربناالماضية شاهد على ذلك.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين