واقع الأمة حين تفقد علماءها

واقع الأمة حين تفقد علماءها

فقد الأمة للعلامة د. يوسف القرضاوي نموذجاً

 

توفيق العبيد

صفحاتهم يسطرون فيهم الشعر والنثر، وعلى موت القرضاوي تحدثت الدنيا عن علمه وفقهه..

 والكل يبكي ويقول: فقدناك يا إمام..

ولكن كم باكٍ منهم بادر واشترى كتابا من كتبك أو طالع سطرا مما خطه قلمك؟

 فإلى متى …؟!

 إلى متى يا أمة الإسلام نبكي علماءنا حين يموتون ولا نقيم لكلماتمهم وزنا حين كانوا أحياء ينطقون؟!

 إلى متى نذكر مآثرهم ولا نقتفي آثارهم؟!

 إلى متى تظل كتبهم حبيسة الرفوف ولا نجعلها على عقلنا وقلوبنا تطوف؟!

 يا من أحزنك موت الإمام المجدد والمتجهد الشيخ القرضاوي فإليك بعض عناوين كتبه فقرأها فبين دفتيها:

 ستجد أنفاسه، ونبضات قلمه، وتعب عينيه، وتنزلات الفهم من الله على قلبه وعقله لينير لك الطريق، ويوضح لك الإسلام الذي سعى أعداؤه في إعلامهم لطمس معالمه.

اقرأ كتابه الإيمان والحياة:

حينها ستعلم كيف تجد للحياة معنى مع الإيمان، وكيف يكون أثره في الحياة.

اقرأ كتابه (العبادة في الإسلام):

ستجد كم فات من عمرك وأن تتعبد لله ولا تعلم لعبادتك معنى ولا تجد لها في سلوكك أثرا.

اقرأ كتابه ( دراسة في مقاصد الشريعة الإسلامية):

ستجد كم تعجلت بالحكم على فتاواه وفتاوى غيره من أهل العلم وأنت لا تعلم.

اقرأ كتابه: كيف تتعامل مع التراث والتمذهب والاختلاف:

لتتعلم أدب الخلاف، وتكون ضمن أمة واحدة في أفق فهم متنوع لا يخرج عن أصول التشريع والعقيدة.

لقد ترك ما يزيد على مائة كتاب، فيا ترى كم سطرا ستقرأ لمن أحزنك موته؟

إذا كنت ترجو لو كان الشيخ الفقيد حيا لتنتفع بعلمه فدونك آثار قلمه، ورحم الله من قال عن قلم أهل العلم:

لا تحسبوه يراعاً قد من قصب
هذا فم وفؤاد خافق ويد
ومشعل لسواد الشعب مشتعل
لا كوكب في سماء الفرد يتقد
وناصح بمراقي الخير مؤتمن
وفاضح لمهاوي الشر منتقد
لا يحفظ الدهر إلا ما تخط يد
بناءة فجرت من خلفها كبد

وتذكر أيها الحبيب أن العلم ميزان الحضارات، وأساس رقي الأمم وسلاح تحقيق الانتصارات، ومن لا يرعى العلماء ولا يقدر لهم قدرهم فقد خاب وخسر :

العلم يبني بيوتاً لا عماد لها
والجهل يهدم بيت العز والكرم.

واعلم أن خير مفاخر الدنيا علم ينتفع العباد به:

ما الفخــــر إلا لأهل العلم إنهم
على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه
الجاهـلون لأهل العـلم أعداء
فـفـز بعلم تعش حيـا ً به أبــدا
الناس موتى وأهل العلم أحياء


رحم الله الشيخ الإمام الفقيه المجتهد، والداعية صاحب الفكر النيِّر المتقد، رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته، وجزاه خيرا عن الإسلام وأهله

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين