هل الأديان الحالية كلها طرق إلى الله ؟

 

من الأفكار الملحوظة في خطاب دعاة النفاق الجديد ، فكرة : الأديان كلها طرق إلى الله تعالى و أنّ الأساس هو العمل الصالح و الأخلاق الفاضلة !! و من ثمَّ يحرصون على ترويج هذه الفكرة بين الشباب بمختلف الأساليب الماكرة و الأشكال الزائفة ، و أعظمها : تحريف كلام الله تعالى ، لكي يوهموا هؤلاء الشباب أنّها فكرة إسلاميّة لا غبار عليها ، و إنّما غيّبها " الفقهاء والمفسرون " لدوافع سياسيّة !! و نحن نكشف _ إن شاء الله _ هذا الزيف الباطل و التلبيس الخادع بشكل مختصر فنقول :

** الله تعالى خلق الإنسان لمهمّة معيّنة ، و هو وحده سبحانه الذي له الحق في تقرير و تحديد هذه المهمّة . و هذا ما كشفه لنا بقوله : [ وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ] [الذاريات:56] . و مفهوم العبوديّة إنّما يحدّده الله تعالى وحده ، إذ هو الذي خلق الإنسانَ لهذه الغاية . 

** إذا كان الله سبحانه هو الوحيد المخول بتحديد مفهوم العبوديّة التي هي وظيفة الإنسان في الحياة ، فاللهُ جل مجده قد حدّد إطارها الذي هو الإسلام ، فقال سبحانه : [ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ] [ آل عمران:19] .

** إذا كان الإسلام هو الإطار الذي حدده الله تعالى للإنسان لكي يحقق وظيفته التي خلقه لها ، فإنّ الإسلام يعني : التوحيد عقيدة ، الإخلاص لله هدفاً ، الاتباع لشرع الله سلوكاً . و لذلك أبى الله تعالى كل إطار يعمل فيه الإنسان غير الإسلام ، فقال : [ وَ مَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ ] [آل عمران:85] . 

** إذا كانت العبوديّة تعني اتباع الدين الذي ارتضاه الله تعالى و الانضباط بالإطار الذي حدّده في السير إليه ، فإنّ جوهر هذه العبوديّة هو : التوحيد ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) . و بهذا تكون كلمة التوحيد هي مفتاح الجنّة و شهادة قبول الأعمال الصالحة . فمن لم يأت بالتوحيد لم يقبل منه شيء أبداً .

** إذا كان الله تعالى كشف لنا كل ما سبق بيانه ، فقد زادنا بياناً و كشفاً لحقيقة جوهريّة وهي أنّ من مات على غير الإسلام كما جاء به محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم كان مصيره الجحيم في نار الخلود ، فقال سبحانه : [ وَ مَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ] [آل عمران:85] .

** من ركائز الإسلام في العقيدة: أنّ من مات على شهادة التوحيد _ بدون موانع الكفر _ وهو من العصاة ، فإما يدخل الجنّة ابتداءً وإما يدخل النار لمدة معيّنة _ قصيرة أو طويلة _ عقوبة له على معاصيه ، ثم يخرج إلى الجنة . أما غيره فهو مخلد في النار إلى الأبد .

ومن خلال هذا البيان نفهم أن غاية هؤلاء المنافقين الجدد هي أن لا يشعر المسلم بمعنى الانتماء و التميّز الإسلامي ، وهذا ما يريده الغرب كعامل مساعد للهيمنة الدائمة على بلاد المسلمين . ونحن ندعو هؤلاء الدجاجلة المعاصرين ، إن كانوا صادقين ، أن يعلنوا ردّتهم إلى النصرانيّة أو اليهوديّة بما أنّ الأساس هو العمل الصالح و أنّ كل الأديان تؤدي إلى الله !!

      

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين