نصيحة إلى كتائب الجهاد في سوريا حول الغنائم وتقسيمها

 
بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين
الكتائب المقاتلة على أرض سوريا اليوم قامت في بداية أمرها للدفاع عن التظاهرات السلمية المطالبة برحيل العصابة الإجرامية الحاكمة في سوريا، وتطور الحال ليصل إلى معارك حربية حقيقية مع النظام المجرم الفاسد للإطاحة به.
مقارعة الظالمين الذين يعتدون على الناس وحرماتهم ويسلخون جلودهم ويأكلون أموالهم هي من الجهاد.
 
ولكن الجهاد الذي له كل أحكام الجهاد ليس هو هذا الذي يجري على أرض سوريا اليوم، وأول بدهيات الجهاد وأهمها هو أن يكون تحت قيادة واعية مخلصة واحدة يأتمر بأمرها المجاهدون.
 
فلا ينبغي أن تغنم فرقة من فرق الجهاد الحالية شيئا وتسعى لتملكه على أن له أحكام الغنيمة، فيبحثون مسألة التخميس وحكم السَلـَب!.
الغنائم هي ما يُجمع بعد نهاية المعركة وتحقيق النصر، فهل انتهت المعركة وتحقق النصر؟! أو إن النفوس تتشوَّف إلى جمع المال؟!.
 
الأسلحة التي يغنمها المجاهدون اليوم: الأقربُ فيها أن تكون موقوفة لمصالح المسلمين، فتوزَّع الآن على الكتائب الجهادية بما يحقق المصالح، وليس حسب الأهواء، والله أعلم.
و أحب أن أنصح الإخوة في الداخل: ألا يستأثروا بما يغنموه من أسلحة ولقد سمعنا أن بعض الإخوة في الكتائب المختلفة تستأثر بالسلاح وإخوانهم بأمسِّ الحاجة حتى إلى القليل منه ويمتنعون عن مساعدتهم وتوزيعه عليهم . بل وصل الأمر بآخرين حسب ما نقل إلينا - إلى مصادرة بعض الأسلحة حين مرورها بحواجزهم ثم طلب المال لرد ّالأسلحة إلى أصحابها .فليتقوا الله في ذلك وليعلموا  أن الأجر والفضل أبوابه واسعة ومتنوعة، وخير ما يلزم الإخوة جميعا في الداخل والخارج هو الإيثار وتوحيد الصفوف .
 
المجاهدون الذين ينهبون محلات الناس ومتاجرهم ومصانعهم بالقهر ويستولون على ما فيها لا يجوز لهم ذلك، ويجب عليهم التوبة ورد الأموال إلى أصحابها، ومن لم يجد ما يعطي وقد تاب وأناب فعليه الندم والعزم على أنه يرد مثلها لأصحابها متى ما يسَّر الله له ذلك.
 
لا يجوز الاعتداء على أحد إلا من بدأ هو بالعدوان، بغضِّ النظر عن دينه أو مذهبه أو انتمائه.
فإذا احتاجوا للمال فليتَّحدوا أولا ولْيؤمِّروا عليهم أحدهم وليطلبْ هذا المُوَلـَّى الدعم المالي من الجهات التي تجمع لهم من أهل الخير، فإذا احتاجوا إلى المزيد فليطلبْ هذا المُوَلـَّى من أصحاب الأموال السوريين في الداخل مع الترغيب في الأجر، فإن لم يعطوا فيأخذ من أموالهم بمقدار الضرورة الشديدة، ويبدأ بالمجاهرين بتأييد الطغمة المجرمة الفاسدة.
 
أدعو نفسي وإخواني جميعا إلى مراجعة تحقيق معاني الإخلاص في النفوس.
وكتبه : صلاح الدين بن أحمد الإدلبي
في 6/ 1/ 1434، الموافق 20/ 11/ 2012، والله ولي التوفيق

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين