اد. صالح المبارك
كثيرا ما سمعنا الأقوال في الوقت "الوقت كالسيف: إن لم تقطعه قطعك" و "الوقت من ذهب" وغيرها... والأحاديث الشريفة في سياق الاستفادة من الوقت كثيرة (اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك) و(لا تزول قدما عبد حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه...) وغيره ولكن هل نهتم بالوقت فعلا... نحن كشعب عربي؟
الاهتمام بالوقت دليل الجدية في الحياة وهناك ارتباط مباشر بين حرص الأمة على الوقت وتقدمها العلمي والحضاري بالطبع إضافة إلى عوامل أخرى. الاهتمام بالوقت يشمل اهتمام الشخص بالاستفادة من وقته الشخصي إضافة إلى حرصه على أوقات الآخرين كالمحافظة على المواعيد... وهنا تكمن مشكلة المشاكل مع شعوب العالم الثالث (يعني مو بس نحنا العرب!) التأخر بالمواعيد والاستهتار بها شائع للأسف في مجتمعاتنا وعندما تعاتب شخصا على التأخر بالموعد إما أن يزعل منك أو يسخر (شو مفكر حالك أوباما ولا شي حدا مهم وأنا مو دريان؟) أو (يعني شو صار؟ راحت عليك صفقة بمليون؟) صرنا نسأل الشخص عند الاتفاق على موعد مثلا الساعة 7: يعني الساعة سبعة سبعة ولا مواعيد عرب؟
المتأخر غالبا ما يأتي بأعذار مثل زحمة الطريق أو أن الأولاد شغلوه أو أن مكالمة طويلة جاءته بشكل غير متوقع. بالنسبة لي فالعذر الوحيد المقبول هو ما حصل ولو يكن متوقعا على الإطلاق كحادث لا سمح الله. زحمة الطريق وشغل الأولاد شيء علينا أن نتوقعه ونحسب حسابه ، وإذا اتصل بك شخص أو جاء على غير موعد يمكنك الاختصار والاعتذار بأن لديك ارتباط ، المهم أن تقدر الزمن الذي تحتاجه لتحضير نفسك (والأولاد إذا كنت ستصطحبهم) ومسافة الطريق وتبدأ في الوقت المناسب.
شخصيا أفرّق بين لقاءات واجتماعات العمل والزيارات الشخصية. في مواعيد العمل واللقاءات الرسمية أحرص على الوقت بدقة فأذهب عادة مبكرا قليلا لأضمن الوصول على الوقت وربما أصطحب شيئا أقرأه حتى يحين الموعد ، في الزيارات الاجتماعية قد أتساهل حسب نوع الزيارة وعلاقتي بالطرف الآخر ولكن في حدود عشرة دقائق فحسب. وأتمنى أن يعاملني الناس كما أعاملهم.
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول