مروان القادري
كأن السوريين في معظمهم مدنيين وعسكريين موافقون بل يطالبون بضربة عسكرية علها تكون سببا للخلاص مما هم فيه ، وهنا لابد من استشراف ماذا سيكون : الآن الجميع : العالم والسوريون في حالة ترقب ، والسؤال الملح ماذا ينتظرون لماذا لايبدؤون ؟
قبل الضربة أي الآن :
أزعم أن هناك جهدا دبلوماسيا نشطا سرا وعلنا يعمل على :
تحييد إيران من خلال تطمينها أن الضربة ليس هدفها اسقاط النظام بالكلية وإنما القيام بعقوبة للنظام لأنه استعمل الكيماوي وأما ما هو أكثر من ذلك فهو يتوقف على رد النظام ،
وتحييد إيران بل تطمينها أمر حيوي لعدم التصعيد ونحن على علم بزيارة فلتمان وقابوس وبعض مدراء المخابرات الخليجيين لطهران في هذه الفترة ،
وهذه المهلة الآن وعدم بدء العملية العسكرية مع أن جيوش الحلفاء جاهزة قد تكون للكلام مع طهران لاقناع النظام بتسليم السلطة ، والخروج الآمن للأسد ومن معه ، وبخاصة وأن موسكو قد غيرت موقفها وكشفت النظام لماذا ؟ سؤال يعني أنه قد تكون هناك صفقة ما قد تمت مع موسكو بعد زيارة بعض المسؤولين الخليجيين للعاصمة الروسية من فترة قريبة . إنها السياسة وتغليب المصالح ،
وكذلك فإن المهلة تعطي النظام فرصة ليسرع باخلاء الأماكن الحيوية من قوته البشرية العسكرية والأمنية للمحافظة عليها والرجوع الى عملها بعد امتصاص الضربة ( المحدودة زمانا ومكانا ) طالما أن الهدف( المعلن ) معاقبة النظام وليس اسقاطه
بعد الضربة :
إذا صح ماسبق يكون النظام قد امتص الضربة ورجع كما كان وقد تسرع روسيا وايران لاعادة بنائه ، من جديد
والسؤال هنا إذن مافائدة الضربة ؟ وهو سؤال مشروع : اولا خروج الغرب من مأزقه الأخلاقي وحفظ ماء وجهه في القيام ( بعقوبة الأسد ) بسبب استخدامه للكيمياوي ، وثانيا إضعافه ليقبل بعملية سياسيةعلى الطريقة اليمنية تحافظ على بناء الدولة كما هو مذكور في وثيقة جنيف واحد ونصه ( ( استمرار المؤسسات الحكومية والموظفين من ذوي الكفاءات . فمن الواجب الحفاظ على الخدمات العامة أو استعادة سير عملها. ويشمل ذلك فيما يشمل قوات الجيش ودوائر الأمن . ومع ذلك، يتعيّن على جميع المؤسسات الحكومية، بما فيها دوائر الاستخبارات، أن تتصرف بما يتماشى مع معايير حقوق الإنسان والمعايير المهنية، وأن تعمل تحت قيادة عليا تكون محل ثقة الجمهور، وتخضع لسلطة هيئة الحكم الانتقالية؛) ، وطبعا في هذه الحال يكون بشار ومجموعته خارج العملية السياسية مما قد يرضي المعارضة أو قسما منها وكذلك العسكريين وبعض الحراك في الداخل عملا بأخف الضررين وأهون الشرين
أما ائتلافنا فمطلوب منه الآن العمل وبسرعة على تهيئة وضعه لهكذا احتمال : خروج بشار ومن معه من الضباط والسياسيين والأمنيين آمنين ، ودعوة المعارضة لجنيف اثنين لملء الفراغ السياسي ، والانطلاق لعملية سياسية لمرحلة جديدة ، وهو احتمال وارد ولا بد للمعارضة السياسية والعسكرية من التعاطي مبكرا مع هكذا احتمال إذا كان متوقعا .
أي لابد من حكومة مؤقتة أو جسم سياسي لادارة الأزمة ، ومن ثم الدعوة لمؤـمر وطني جامع لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ سوريا الحديثة والله أعلم
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول