بقلم : أبي بكر الفاضلي الشامي
طال أمد هذه الثورة مقارنة بالثورات السابقة وندر المساعد والناصر فلا تسمع إلا جعجعة ليس من ورائها طائل ولا نفع إلا لأصحابها حتى يستروا معرّة تخاذلهم أمام شعوبهم التي تتألم وتتململ وهي تسمع وترى الفظائع والمفازع التي تصيب إخوانهم ليل نهار...كلمات جوفاء خالية من معانيها؛ لأن قائليها يُكرهون ألسنتهم المعوجة عليها...كلمات تشمئز من اجترارها الأنفس والأسماع...وهذا ما يحسنه أولئك...وليتهم أردفوا الأقوال بالأفعال..ولكنها أقوال:
و لو أنّ الكلام يُشيد عرشاً...لكان العُرب معظمهم ملوكا!
و ما أكثر الرجال! لكنهم أشباه الرجال لا تكاد النساء يستترن منهم إذ لا حرج في تكشف المرأة على المرأة...!! :
ما كانت الحسناء ترفع سترها....لو أنّ في هذي الجموع رجالا !!
و لو أرادوا الكرامة و حسن الذكر و الصيت لأعدوا له العدة و لكنهم غرقوا في أوحال الذل و الهوان فطاب لهم المقام:
رب وامعتصماه انطلقت....ملء أفواه الصبايا اليُتَّمِ
لامست أسماعهم لكنها.....لم تلامس نخوة المعتصم
بيد أنّ هذه الثورة مع هذا التواني و التخاذل كله بل التآمر المتبرّج الذي يتجلّى لائحاً في الأدوار التي يتعاورها الأمريكان و الأوربيون مع الروس و أذنابهم،أثمرت أزواجاً بهيجة من الثمار بعضها أينع و بعضها شارف..فلينظر المبلسون والمرجفون
والمشكِّكون إلى ثمارها وينعها فهي دانية ولكن ليس هناك من سبيل لإقناع أعمى القلب وأعور العقل:
وليس يصح في الأذهان شيء.....إذا احتاج النهار إلى دليل !!
و دونكم بعضاً من هذه الجنى الداني:
_ عرَّى الفكر الشيعي الرافضي وافتضاحه :
كان كثير من الناس وخاصَّة العامَّة منهم مخدوعين بإيران وموقفها الصامد(!!)
من اليهود والأمريكان ، لكن هذا الصمود الخادع بدأ يتكشف من التآمر الثالوثي الأمريكي الإيراني العراقي(الشيعي) ، بل دخل فيلق بدر (الغدر) وحزب الدعوة الإسلامي وغيرهم من (المقاومين!!) دخلوا على ظهور الدبابات الأمريكية وكل ذلك بمباركة وفتاوى الحاخامات الكبار أمثال خامئني الآية العظمى والحجَّة الكبرى...وبمشاركة العمائم السوداء في جحورها (بخم!!) أقصد قم المقدسة..!! لكن_على رغم ذلك_ بقيت غشاوة على بعض الأعين فجاءت الثورة السورية فكشفت الغطاء فزال اللبس وظهر الفكر النجس حتى ملأت رائحته النتنة الأنوف وأزعجت النفوس...!!
وهذا حنش بظر اللات سيد المقاومة (أي لأهل الحق و الاستقامة) الذي يدّعي أنه من أتباع الحسين المظلوم رضي الله عنه وما أكثر ما تنطع وما أكثر ما بكى من أجل المظلوم رمز المظلومين في الأرض وأبكى الناس من حوله.. لكنه اليوم جهر بمناصرة الظالم الغشوم وليته خرس وسكت لكان الخطب يسيراً ولعُذِر بعض العذر من الناس لكنّ الله تعالى يغار على أصحاب نبيه عليه الصلاة و السلام فأضلّ الرافضة جميعاً فوقفوا مع المجرم القاتل...بل جعل أتباع هذا المقاوم يؤذون اللاجئين في لبنان ويضيّقون عليهم بمنع وصول المساعدات إليهم واعتقال بعضهم وتسليمهم للنظام وغير ذلك من الأذى والشرور.. ولولا أن قيَّض الله تعالى أهل طرابلس وعكار ووادي خالد والبقاع لكان اللاجئون في حال لا تطاق..
و أذكر كلمة لأخ فطن _ و قد كنا نناقش موقف هؤلاء من الثورة_قال لنا: لو وقف حزب اللات و إيران مع الثورة لمت حزناً وكمداً، لكنَّني سجدت شكراً له تعالى على هذا الإضلال المملوء باللطف والرحمة (و يضل الله الظالمين و يفعل الله ما يشاء)..وكم كفانا هذا الموقف جدالاً وتوضيحاً ومناقشات كانت وما زالت.. لذلك على أهل الحق في بقاع الأرض أن يشكروا ثورتنا فكم وكم وأسدت لهم من معروف.. ومن المعروف أن يجازى المحسن على معروفه و إحسانه (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)...
و هذا فكر صائب موفق؛لأنهم لو عملوا بالتقيّة والنفاق فأعلنوا التأييد للثورة باللسان،لفُتِن بهم المغفلون سَرَعانُ الناس، ولكسبوا قلوباً تلهج بذكرهم وحمدهم..
و قد وقع مثل هذا الخداع من قبل فقد عُلقت صور الحنش اللاتي في صدور المجالس والدكاكين وطار ذكره القبيح على كل لسان ودعا له كل جنان وقد أفاد من ذلك رافضة الزمان فانتشروا في كل مكان وبنوا بيعات وكنساً (حسينيات) و خاصة في الرقة ودير الزور ودمشق الكبرى...
لكنهم اليوم بانحيازهم لصف المجرمين_ ولهم الشكر على هذه الهدية _غدوا تحت الأقدام بل تحت حوافر البهائم والدواب.. وصور الحنش اللاتيني التي كانت على الحيطان والجدران، نزعها الناس وداسوا عليها وألقوها للكلاب والخنازير لتكون على أدبارها فما رضيت بها ونبحت محتجة على الاستهزاء منها والحط من كرامتها...:
و لو ولدت فقيرةُ جروَ كلبٍ.....لسُبَّ بذلك الجرو الكلابا !!
و كما فضحت الثورة إيران وحزب الشيطان كذلك عرَّت الطائفي الخبيث نَوَري الفاسقي (المالكي) الذي كان لا يفتأ يتَّهم النظام السوري بأنه وراء الإرهاب في العراق وأنه على اتِّفاق سري مع القاعدة يدخلون العراق من خلاله...!!
لكنّ الهالكي انقلب على دبره فجأة فصار مؤيداً وصديقاً وكلباً وحماراً ناهقاً ينبح و ينهق لهذا الأخ الصديق الوفي...!!
ما عدا مما بدا ؟؟!! إنها الطائفية التي تغلي في صدور هؤلاء كالمراجل تحملهم على هذه المواقف المتقلبة...!!
_ومن ثمراتها: فضح القوميين العرب أدعياء الحرية والاشتراكية والمقاومة والصمود والتصدِّي والتحدِّي والعروبة والقومية...وما شئت من هذه الألفاظ التي صارت قذرة بخروجها من أفواههم وكأنها أخطأت محلها...!!
منذ نصف قرن يتشدقون بهذه الألفاظ ، ولكن حين جدَّ الجد وذهب الهزل،كانوا العدو للحرية وللكرامة وللقوميَّة ، فاصطفّوا إلى جانب الإخوة في إيران العربية!!
ومن ثمارها بين الناس: أن الدنيا التي كانوا يتخاصمون ويتظالمون من أجلها وفي سبيلها، غادرت قلوب كثير منهم ، فزهَّدهم الله فيها لحكمة يريدها لهذه البلاد المباركة، وكأنه يُعدُّها لأمر جلل وشؤون يعلمها ونجهلها صرّحت بعض الأحاديث بها..
ولا ريب أنّ هناك حكماً وأسراراً وأسراراً...وهي مقدِّمات لنصر من الله وفتح قريب..فمن أكرم بهذه الثمار، سيتفضَّل على عباده المجاهدين بالانتصار..فهو الناصر وحده والآمر وحده ولا يرجى إلا هو :
فيارب هل إلا بك النصر يُرتجى....و هل إلا عليك المعوّلُ
فهل يشك عاقل بعد هذا كله في الانتصار وقد رآه رأي العين وذاق بعضاً من ثمراته بحسِّ فكره و نور قلبه...؟!!
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول