
قال الأستاذ الشهيد سيد قطب رحمه الله تعالى :
( الخطر الحقيقي على هذا الدين ليس كامناً في أن يكون له أعداء أقوياء واعون مدربون ، بقدر ما يكمن في أن يكون له أصدقاء سذج مخدوعون ، يتحرجون في غير تحرج ، ويقبلون أن يتترس أعداؤهم بلافتة خادعة من الإسلام ، بينما هم يرمون الإسلام من وراء هذه اللافتة الخادعة ! ) [ في ظلال القرآن ] .
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن حَبَنَّكَة الميداني رحمه الله تعالى :
( وقد أدركوا - الأعداء - بعد التجارب الطويلة أن الغزو المادي قبل الغزو الفكري والنفسي والخُلُقي يولد في الشعوب رد فعل عنيف .. والغزو الجديد الفكري والنفسي والخلقي الذي خططوا له يحمل في ثناياه أفدح الأخطار على كيان الشعوب الإسلامية ووحدتها ..
وقد أدرك المخططون للغزو الجديد أن المكر والحيلة أجدى في الإنسان من أية وسيلة ! وأن القوى المختلفة التي في أيدي المسلمين يمكن بالمكر والحيلة أن تُسخَّر ضدهم ، وذلك إذا تحولت أفكارهم عن مفاهيم إسلامهم ، وفسد منطقهم وإدراكهم للأمور، وغدت تصوراتهم تخدُم أغراض عدوهم منهم !.
وانتهى المخططون إلى أن وضعوا لأنفسهم القاعدة التالية :
" إذا أرهبك سلاح عدوك ، فأفسِد فكره ، ينتحر به ! " .
وكذلك فعلوا، وكذلك يفعلون باستمرار في الشعوب الإسلامية ! .
وكلما استجمعت هذه الشعوب شيئاً من قوَّتها، وأبصرت مراكز عدوها، وأرادت أن ترفع رأسها إلى المجد، مكر بها أعداؤها وأعداء دينها ، فأفسدوا لديها جانباً من جوانب الفهم السليم للأمور، والفكر الصحيح في معالجة المشكلات الكبرى ، ثم استدرجوها إلى مزالق خطِرة ، تلجأ فيها إلى استخدام أسلحتها ضد أنفسها ، فتكون بمثابة من ينحر نفسه حماقة وجهلاً !.
فمن أهم واجبات المسلمين والحالة هذه أن .. يُصِرُّوا على الاستمساك بمفاهيمهم الصحيحة ، التي تهديهم إليها تعاليم دينهم ، مهما زيَّن لهم أعداؤهم غيرَها ) [ أجنحة المكر الثلاثة ] .
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

التعليقات
يرجى تسجيل الدخول