مابين الجيوفيزياء التطبيقية وفقه الحيض والنفاس :

 

بقلم : محمد ياسر الحمصي
 في لقاء على فضائية عربية وفي أخذ رأي الناشط هيثم مناع بما قاله رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب رداً على مبادرة بافلوف الأخيرة , بدأ هيثم بقوله بأن  أحمد معاذ كان خطيب جمعة وهناك فرق كبير  بين العمل السياسي وأحكام الحيض والنفاس .
لن أنزل بمستوى الهجوم على هيثم مناع , و لن أفعل مثله بتناسي علمه وشهادته الجامعية – أي هيثم - مسلطاً الضوء على أنهتطوع لمساعدة العمل الفدائي الفلسطيني أثناء أيلول الأسود وقد كلف بالعمل في المطابخ في إربد لقلة خبرته العسكرية،( كما في ويكيبيديا )وأقول له بأنك كنت فترة من عمرك طباخاً وشتان بين الكوسا المحشي والجظ مظ  وبين علم السياسة ) مع التحفظ على الفارق الكبير بين خطيب المنبر- الذي قلل من قيمته -, والطباخ أمام الحلة , مع احترامنا لكل الطباخين من كان سميناً منهم ومن كان هزيلاً كأخينا هيثم .
وأريد أن أستثير فطرته وأقول له عيب على من كان في فترة من حياته وقد عمل  بتحرير مجلة الفجر أثناء دراسته الثانوية قد انطبع بالقراءات الإسلامية بعد هزيمة حزيران فقرأ محمد وسيد قطب والمودودي والسباعي وحسن البنا وحفظ القرآن الكريم ودرس العهد القديم ( كما في ويكيبيديا ) أن لا يدرك أن فقه الحيض والنفاس لا يأخذ من كتب فقهنا أكثر من بعض الوريقات وأحياناً بعض الأسطر أمام الكم الهائل من فقهنا الثر والذي شهد به أساتذة القانون الغربي معجبين بسعته وواقعيته .
ولئن كنا لا نخجل من أحكام  طهارة المرأة من الحيض والنفس  كما يتطهر الإنسان من البول والغائط كعملية فسيولوجية دورية للكائن الحي المخلوق مظهرة ضعفه البشري أمام خالقه , ولا نستحيي من أن ندعو الدعاء المسنون,  بعد عملية التطهر بقولنا (الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني ) , وكما نعتز بقول الله تعالى ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)  فإننا لا نخجل أن يكون رئيس الائتلاف خطيب المنبر من ضمن معلوماته الكثيرة, معلومات الطهارة من الحيض والنفاس , إضافة إلى معلوماته في الجيوفيزياء التطبيقية كمهندس مبدع في هذا العلم كما هو مبدع في علوم الشرع والتربية وعلم النفس والخطابة وغيرها, وأنه بفكره الهندسي ومستشاريه الأفاضل قادر على أن يسير بالمناضلين ضد مجرم الشام وشبيحته , إلى بر الأمان .
ونذكر الأخ هيثم بالفرق الكبير بين المؤمن والمؤمن الذي يتقن التطهر من النجاسات الخارجة منه فسيولوجياً ويطهر نفسه ويذكيها من خبائث الأخلاق , وبين غير المؤمن وغير المؤمنة الذين واللواتي لا يعرفون أبجدية الطهارة والنظافة الحسية والمعنوية
وأحيله إلى أهم أفكار أحمد معاذ الخطيب (كما في ويكيبيديا ) ليطلع على أهم أفكاره بالإضافة طبعاً لأحكام الحيض والنفاس التي أنكرها عليه :
فيما يلي بعض الاقتباسات من أفكار الشيخ معاذ الخطيب :
1-المرأة والرجل متساويان في الكرامة الإنسانية
2-المنابر أمانة وليست حرفة
3-لا إيمان من دون تضحية، ونرفض مناهج الجبن والهروب ,ومهما تكن ضريبة الحرية فادحة فإن ضريبة الذل أفدح بكثير. وإن التلطف في دعوة الناس إلى الحق، ينبغي أن يكون في الأسلوب الذي يبلِّغ به الداعية، لا في الحقيقة التي يبلّغها.
4-في الأمة خير كثير وفطرة عميقة، ونرفض الفكر التكفيري الغضوب، ونعتقد أن الإسلام رسالة هداية للبشرية جميعاً.
5-لا نرضى الفتنة وحمل السلاح في الأمة الواحدة مهما يكن السبب، وننبذ الطائفية والعصبية وضيق الأفق. كما نرفض تحجيم الإسلام وفق أهواء العوام أو الحكام.
6-السياسة وسيلة لا غاية، وعمل الأنبياء هو الهداية ، ونفضل أن يصل الإيمان إلى أصحاب الكراسي،على أن يصل أصحاب الإيمان إلى الكراسي.
7-المطالبة بالحريات العامة في كل بلاد المسلمين، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإلغاء قوانين الطوارئ والأحكام العرفية والاعتقال التعسفي. وإلغاء سيطرة الحزب الواحد، ومحاربة الرشوة والفساد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وإيقاف نهب أموال الأمة المسلمة. وتذكير الناس بحقوقها ومنها الرعاية الاجتماعية وضمان الشيخوخة والعلاج الطبي. كل ذلك من صميم الإسلام، وتجاوزه هو زراية بالدين واستغباء للناس وتلاعب بهم.
8-محاربة جنون التسلح والتجارب النووية، وإيقاف التلوث والحفاظ على البيئة وتوازنها. ومنع انتشار المخدرات وغيرها فروض حضارية، ومحور أساسي في عالمية الإسلام وشموله.
9-إن الله جميل يحب الجمال، وصلاح القلب وطهارة النفس أساس في كل عمل. والإحسان إلى الخلق والقيام بشعب الإيمان فرائض جماعية وتركها معاص غليظة لا يمكن السكوت عنها،
10-الرسالة الخاتمة تسع الزمان والمكان، ولا تضيق عن شعوب الأرض، والأصل في العلاقة مع مختلف الأمم والشعوب ينطلق من فكر الهداية والبحث عن الحق، لا فكر الحرب والإلغاء والتدمير. وإن التواصل مع البشر كلهم لمن أعظم مهمات المسلم في الأرض (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
11-لا يمكن للعالِم أن يعطي الحرية لأحد، قبل أن يكون هو حراً وناجياً من الأسر والوصاية والاحتواء.
 وأقول في النهاية : إن الثورة السورية الفاضحة قد فضحت الكثيرين ممن  ظهر في بدايتها بمظهر المعارض ثم بانت عورته , وظهر خبثه فتطهرت الثورة السورية من خبثها ومازالت , كما يتطهر الإنسان  المؤمن من فضلاته والمرأة المؤمنة من فضلاتها, وظهر أن هؤلاء كانوا فضلات الثورة تطهرت الثورة منهم فالحمد لله الذي أذهب عنا وعن ثورتنا الخبث والخبائث وأذهب عنا الأذى وعافنا . 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين