ما بني على باطل فهو باطل...مع الشيخ أبي الفتح البيانوني

 

1- يدعي الدكتور محمدأبو الفتح البيانوني في منشوره الأخير أن مسؤولي نظام المجرم الأكبر بشار تفهموا مطالب العلماء ووافقوا على كثير منها وبادروا سريعاً إلى تنفيذ بعض تلك المطالب!!

وذلك مجاف للواقع إلا إن كان قصده بالمطالب مطالب أخرى غير المطالب التي ثار الشعب من أجلها والتي كان العامة من الشعب ممن أوتي ذكاء فطريا لم يدنس يهزأ بها ويقول عند كل جريمة مستفهماً مستنكراً مستهزئاً: أهذه إصلاحاتك يا بشار؟!

2- نعم نعم المجرم بشار في اللقاء الذي كان الدكتور أبو الفتح منتشياً به يسرد لنا تفصيلاته معجباً خدعه وغرر بعض من معه بكلمتين حلوتين وخدر أعصابهم بمعسول القول وخلّب الوعود في نفس الوقت الذي كان جنوده وشبيحته الفجرة يعتقلون ويقتلون وينتهكون الأعراض ويبطشون بالمدن الثائرة ويمنعون الحليب عن أطفال درعا ويقتحمونها بالمدفعية الثقيلة...

فعن أي إصلاح يتحدث وعن أي مطالب حقيقية مؤثرة ذات قيمة تغير من بنية هذا النظام الفاجر الكافر يتحدث هذا المصرّ على باطله؟!

وقد سألنا الدكتور أبا الفتح بعد انطلاق الثورة بقرابة خمسة شهور: أنت تنتظر تحقيق وعود الإصلاح؟ فقال نعم فقلنا: متى ستتحقق؟ فإنا لم نر منها شيئا ذا بال، ما يزال الاعتقال والإجرام والمنهج البوليسي الإجرامي قائما؟ فقال: سيتحقق قريبا والرئيس وعدنا فقلنا: مواعيد عرقوب أخاه بيثرب..

فقال يجب أن نستنفد طرق الإصلاح بالكلمة والدعوة حتى يحصل لنا نحن أهل الحل والعقد قناعة باستحالة الإصلاح ؟ فقلنا: متى ستتحقق لكم هذه القناعة فقد بلغ عدد القتلى كذا وكذا هل ستحصل لكم هذه القناعة باستحالة إصلاح هذه النظام المجرم الفاجر إذا وصل عدد القتلى إلى عشرة آلاف أم إذا وصل إلى خمسين أم مئة ألف؟ فقال: يجب أن ننتظر تحقق وعود الإصلاح ولا نستعجل فتعجبنا من هذا الكلام وقلنا: ألا ينبغي لنا أن نكون واعين ونعلم أن هذه وعود خلبية وتنازلات مرحلية يراد منها الآن تسكين الثائرة حتى إذا استتبت الأمور لهذا النظام عاد سيرته الأولى من البطش والإجرام المعربد الذي ليس له نظير.. فقال: لا لا... يجب أن نلحق الكذاب لباب الدار!!!!!!!

ويبدو أنه ما يزال ابو الفتح يلحق الكذاب وسيظل يلحقه إلى يوم القيامة!!!

حسبنا الله ونعم الوكيل..

رحم الله عقلك النير وأفقك الواسع.. وسامح الله العناد كيف يفعل بأولي الرشاد..

3- يدأب على تصوير الثورة مهيجة من خارج سورية ومصنوعة من خارجها وكل ذلك خطأ وضلال مبين.. فالثورة ثورة شعب طفح به الكيل وثورة شباب حلم بالتغيير ثورة انبثقت من الشعب وقام بها الشعب وفاجأت الجميع في بدايتها وانطلاقتها وتقلباتها وأحداثها والتغيرات التي طرأت عليها... نعم حصل بعد ذلك التدخل الخارجي بمسارها وسعى الشرق والغرب لإفسادها وتجييرها لمصالحه وسواء أنجحوا أم فشلوا وسواء أستجاب لضغوطهم بعض الثوار أم لم يستجيبوا فإن هذا طارئ على الثورة بعد انطلاقها بسنة أو أكثر..

ومن الأخطاء الفاحشة التي يبني عليها الدكتور أبو الفتح كلامه تصوير الثورة على أنها صراع سياسي من أجل السلطة بين المجرم بشار ونظامه الأمني المجرم الفاجر وبين المعارضة ويصر الدكتور على أن المعارضة السياسية التي كان يكلمها - ولعله يقصد الإخوان المسلمين ومن شاركهم - كانت تملك التأثير على ثوار الداخل وتدفعهم لما تريد وبيدها إيقاف الثورة وإخماد شرارتها التي امتدت وعمت أكثر البلاد.. وكل ذلك وهم كبير يصر ابو الفتح أن يعيش على أفيائه ليريح نفسه من وخز الضمير!!

متى سيعلم أن ما قام به الأحرار كان ثورة حقيقية ذاتية فاجأت الجميع وإن استغلها الأعداء بعد ذلك وعرقلوها وخلطوا أوراقها؟

متى سيعلم أن المعارضة التقليدية المعلبة طارئة على الثورة استغلت الثورة أيضا وسعت للاستفادة منها في تحقيق أهدافها وأنها لم تكن ذات تأثير حقيقي في إشعال شرارة الثورة ولا تملك إخمادها؟ 

ولم لا يكون ذاك المعارض الذي كلمه الدكتور طالباً منه التجاوب مع وعود بشار قد أبى ذلك تماشياً مع المنطق وانصياعاً للوقائع التي تجري على الأرض والتي تثبت لكل ذكي غير خب ولا غبي أن بشاراً كذاب أشر وثعلب مكار يذكرنا بقصيدة شوقي :

برز الثعلب يوما        في ثياب الواعظينا..

4- من العجائب أن الدكتور يدَّعي الحياد ورعاية مصالح العباد، ويدعو الطرفين للتعقل والصلح وإيقاف شلال الدماء، ولكنه لا يدخر وسعاً لتحميل الثورة الدمار والقتل والجرائم الكثيرة التي قامت بها عصابة الأسد في الوقت الذي لم يصدر بياناً واحداً ينكر على سيده ورئيسه بشار جرائمه التي ضجت منها الأرض والسماء، وصدمت كل الأحرار والشرفاء فلم ينكر جريمة الكيماوي، ولا ذبح أطفال الحولة بالسكاكين، ولا انتهاك أعراض الحرائر ولا قصف المساجد وإسقاط المآذن، ولا براميل الحقد والإجرام النصيري الأسدي، ولا حاويات الموت والدمار، ولا التغول والاحتلال الإيراني والحزب اللاتي... إلى غير ذلك من الجرائم.. وصدق الله إذ يقول: {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}.

نشرت 2015 وأعيد نشرها 28/4/2019

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين