ما أسعد الكون بالإسلام

د. عبد المجيد البيانوني

عضو رابطة العلماء السوريين

الله أكبر ما أسعد الكون بالإسلام .! تأمّلت قول الله تعالى : « وقرآن الفجر .. إنّ قرآن الفجر كان مشهوداً » فتصوّرت الملائكة تتنزّل عند كلّ فجر ، تزدحم بأنوارها عند كلّ مسجد ، تظلّله بأجنحتها ، وتنشر عليه الأمن والطمأنينة ، والرحمة السكينة ، وتكتب خطوات القادمين إلى المسجد ، وتسكب عليهم طاقة من النور ، يروحون بها كأكرم وجبة روحيّة ، يفتتحون بها يومهم ، فتجعل أعمالهم كلّها مكسوّة بهذا النور الربّانيّ .. 


تخيّلت هؤلاء الغادين إلى المسجد كخيوط من النور تصدر عنه ، فكأنّ المسجد في كلّ بقعة من الأرض بؤرة نور مشعّة ، فتخيّل أخي القارئ مدينة فيها مئات المساجد ، كيف يكون مظهرها ، وهي تتجاور فيها بؤر النور وتتقارب ، وتصل بينها الإشعاعات وتتداخل .؟! 


إنّها صورة بديعة رائعة ، فما بالك بحقيقتها التي تعرج بالمؤمنين في معارج روحيّة ، تجلّ عن الوصف .! 


وإذا كانت هذه صورة من سعادة الإنسان بالإسلام ، أفلا يحقّ لنا أن نقول : ما أسعد الحياة والكون بالإسلام .! 


فيا أيّها النائم عن صلاة الفجر مع الجماعة ، أترضى أن تكون من المحرومين .؟! ألا تستشعر عظيم الغبن والخسارة بما يفوتك من الغنائم .. هلمّ .. هلمّ .. فليل الغفلة لا منتهى له إلاّ عالم القبور .. « ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور » .

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين