لماذا داعش فقط ؟!‏

إن شرف الجهاد وبذل النفس والمال في سبيل الله هو شيء شريف وعظيم، ولا ‏ينكره عاقل مهما اضمحل حجم الدماغ في رأسه..!‏

بيد أن الدماء هي أعظم أمر عند الله وأخطر شيء يمكن المساس به.‏

لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما، وآية من أحياها فكأنما ‏أحيا الناس جميعا هي خير برهان على عظيم حرمة الدماء..‏

إن انفلات الأمور في داعش أصبح خطرا على الثوار والآمنين المدنيين في ‏المناطق المحررة أكثر من خطر براميل بشار المجرم، وإن تساهل داعش في ‏القصاص والقتل يبث الفرقة والاقتتال بين صفوف المجاهدين.‏

أبو حنيفة -الإمام الأعظم- يقول: لو جاءني تسعة وتسعون قولا عن تكفير رجل ‏وجاءني قولا واحدا في إيمانه لتركت التسعة والتسعين وأخذت بالقول الواحد..‏

ذلك لحرمة الدماء وأن الحدود تدرء بالشبهات.‏

بل إن الأمر عند داعش أصبح أن الحدود تقام للشبهات والظنة..‏

صناعة داعش واضحة أنها لنصر قضية شخص وطموح فرد، ولم تعد لمشروع ‏دولة إسلامية أو جهاد شريف، ومن يشكُّ في ذلك بعد كل الذي رآه فعليه أن يفحص ‏عقله من براثن الغباء..‏

نحن أولى بانتقاد داعش من شبيحة الأسد ومبغضي الجهاد الإسلامي، الإسلاميون ‏هم أولى من يجب أن يذبوا عن مفاهيم دينهم الصحيحة العطرة من تدليس سلوك ‏المغالين والهمجيين.‏

ومنتسبو داعش لا أجد تعبيرا للحكم الشرعي للذي ينتسب إليهم إلا حديث عائشة ‏عندما حدثها النبي الكريم عن جيش يغزو الكعبة فيُخسَف بأولهم وآخرهم، قالت: يا ‏رسول الله وفيهم من ليس منهم. فقال: يحشرون على نياتهم.‏

فمن انتسب لداعش مغرراً به ناوياً الجهاد في سبيل الله فيحشر على نيته، ومن ‏انتسب إليها وهو على يقين بما تفعله وتمارسه من طغيان واستهتار بالدماء البريئة ‏ففتحة أبي لهب وأبي جهل أقرب إليه من فتحة قبره.‏

وعلى العاقل أن يتبصر بالأفعال التي يفعلها إن كان فيها دم، أو حق من حقوق عباد ‏الله؛ وكما قيل لا يعذر الجهل في هذا الزمن مع انتشار كل وسائل التبيان والتثقيف ‏والتعليم..‏

أصلح الله داعش، وإن لم يصلحها فأراح الله دماء العباد وأموال البلاد من شرها ‏وبغيها..‏

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين