قتل بشع وقتل أنيق
 
 
 
داعش - على سبيل المثال - خرجت في - ومن - منطقة مضطربة، تعيش لحظة تاريخية مرتبكة، منطقة بإمكانها إنتاج أكثر الجماعات - والأفكار - تشوهاً وتوحشاً، نبتت في مكان تحكمه الفوضى، منطقة يحكمها الجهل والقمع والاستبداد ... ولكن، ماذا تقول عن دول «متحضرة» ترسل الطائرات بدون طيار لتبيد قرية بأكملها في أفغانستان لأنها «تشك» بوجود عنصر من «طالبان» فيها؟!
هل هنالك فرق بين عصابة أفرادها ملثمون وملابسهم غريبة، وعصابة يلبس أفرادها البدلات الأنيقة؟!
هل هنالك فرق بين قتل وقتل؟!
الغرب يقتل بنعومة، وداعش تقتل بجلافة.. والقتل واحد.
الغرب يذبح بالآلات الحديثة، وداعش تذبح بالسكين.. و« تتعدد الأسباب والموت واحد »
داعش همجية، والغرب متحضر..
الأولى تقتل بشكل بشع، والثاني يقتل بشكل أنيق.. كلاهما: قتلة!
 
(?)
هذا العالم المنافق - بساسته وإعلامه - يراقب لأسابيع كيف تُسحب جثث أطفال غزة من تحت الركام دون أن يزعجه المنظر، ويفزعه مشهد ذبح الصحافي الأمريكي.
كلا المشهدين: مفزع ومتوحش ومرفوض.. أنا ضد القتل هنا وهناك.
لا يوجد هنا قتل متحضر وهناك قتل همجي!
والعالم الذي لا يُحاكم نتنياهو كمجرم حرب هو - بقادته وهيئاته ومؤسساته - عالم منافق وكذاب.. وشريك بجريمة القتل.
 
(?)
يا بُنيّ.. القتل هو القتل.
هل هناك فرق بين القاتل المأجور والجندي الغربي - على سبيل المثال؟!
- كلاهما قاتل!
- الأول يعمل لدى القطاع الخاص، والثاني يعمل لدى القطاع العام.
- كل منهما يحصل على المال مقابل إزهاق أرواح الآخرين.
- كلاهما، تنفيذاً للأوامر، يقتل شخصاً لا يعرفه!
وكيف يتم التعامل معهما:
- الأول، بحكم القانون، يُعامل كمجرم.. الثاني، بحكم النظام السائد والشرعية، يُعامل كبطل.
- الأول توضع القيود في يديه.. والآخر توضع النياشين على صدره.
أحدهما يقتل خارج القانون، والآخر يقتل ضمن سياق القانون الذي اعتاد عليه الناس.
كم من الأشياء البشعة في حياتنا، وتدعمها شرعيّة ما، ونقبلها لأننا وجدناها بهذا الشكل؟!
 
(?)
يا بُني.. هل تظن أننا وحدنا من لديه «داعش»؟!
ما الذي يحدث في أفريقيا الوسطى؟.. ما الذي حدث في بورما؟.. ما الذي حدث في غزة؟.. ما الذي ما يزال يحدث في أماكن متفرقة؟..
يا بُنى.. لا تكفر بالله، اكفر بالساسة..
واكره كل القتلة المتوحشين مهما كانت أسماؤهم وألوانهم وصفاتهم

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين