من خلال عملي ومتابعتي للعمل الإغاثي
وجدت أن الإغاثة ( الطعام ) تغيرت من حاجة ماسة إلى شيء زائد !! بل قد تصل لدرجة الضرر بدل النفع ..
حتى قال لي أحد المسؤولين في الداخل :
بعض المواد الغذائية أفسدت علينا عيشتنا!!
قلت له كيف ؟ قال تأتينا معلبات لم تكن موجودة عندنا ولو وجدت لكانت باهظة الثمن فصار الأطفال يطلبونها من أهلهم ويسببون لهم حرجاً
الشاهد مما أقول: أنه يجب علينا أن نغير استراتيجيتنا في الإغاثة ، فكثير من المواد الغذائية توزع وتكون زائدة ، أو لا توزع بالتساوي ، أو يكرر توزيعها في مناطق ولا توزع في مناطق أخرى ، أو قد يوثق توزيع جزء قليل منها ثم تعرض للبيع في اليوم الثاني !!
وهذه صور حدثني عنها الإخوة في الداخل ..
هذا بالإضافة للعادة التي اعتادها البعض وهي الاعتماد تماما على الإعالة من المؤسسات الخيرية وعدم البحث عن عمل !!
ومما أدهشني وصدمني أن إحدى الجهات في بلد خليجي أمرت بتوزيع 3,5 مليون دولار فقط مواد غذائية !!
وعندما سألناهم لمَ خصصتموها فقط للطعام ؟! بينما التعليم بحاجة ماسة للدعم .. فقالوا هي زكاة وهي مخصصة للطعام والشراب !!
وكذلك المؤسسات الغربية ( وهي بازدياد مضطرد ) تدعم المواد الغذائية ولكنها لا ولن تدعم التعليم وما يرتقي بالإنسان السوري !! يريدون أن يطعمونا فقط !!
ومن باب النكتة !! أنهم ذهبوا لأحد الأفران الذي يمدونه بالطحين وعندما سألوا المسؤول عن المخبز ( وهو لا يعرف ان الدعم منهم ) هل عندكم خبز
فقال انتهت حصة المدنيين وبقيت حصة المجاهدين
فكادوا يوقفون الدعم لولا لفلفة الموضوع والاعتذار
لأن من شرطهم إطعام المدنيين فقط أما المجاهدين فإلى ( الجحيم ) !!
أقول : لنراجع أنفسنا في أولوياتنا في كل زمان ومكان ويجب الاطلاع على الحوائج واستقراء اراء من هم في الداخل ..
وأنا اقول إننا نحن امام مشكلتين !!
هما مشكلة التعليم ومشكلة كفالة الأيتام ورعايتهم وليس فقط دفع المال لذويهم ... !!
وكلامي السابق لا ينطبق على المناطق المحاصرة ..
والله اعلم
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول