المجاهدون بشر يخطئون ويصيبون, ولا عصمة لأحد بعد الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام.
أخي المجاهد – ثبتك الله - جهادنا في الشّام جهاد شعب، فمن المجاهدين من يباري ماء المزن طهارةً وصفاءً، ومنهم سابقٌ بالخيرات بإذن الله، ومنهم المقصّر (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا)، ومنهم الظالم لنفسه ...
ومن المقرر أنّه ليس هناك إنسان خالٍ من العيوب، لا يوجد إنسان خال من الهفوات، خال من النقائص، خال من الذنوب ...
وكذلك أخي فوق أرض الجهاد في الشّام أناس من مشارب شتى, ومدارس مختلفة، كثير منهم يخالفك في الطريقة التي تربيت عليها، والنهج الذي نهلت منه ...
أمر آخر: المهاجرون من المجاهدين كذلك مختلفون في المشارب, ومتنوعون في المدارس, فهذا الأمر يلقي على كواهلكم أثقالاً، وأعباءً ضخمةً، فهؤلاء جزاهم الله خيراً يريدون أن يدلوا بدلوهم ويسهموا بنصيبهم في هذا الميدان المبارك.
إن بعض الهفوات أو المشاكل التي تحدث فوق أرض الجهاد الشّامي هي شرٌّ لا بد منه لمن سلك سبيل الجهاد.
القاعدة التي نسير عليها: "نتعاون فيما اتفقنا عليه, ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه", فلا بدّ لك من الصّبر على إخوانك الذين يشاركونك في الجهاد، فإنّ الصبر على هؤلاء أشد على النفس من وقع قذائف الأعداء، ولا مناص لك، لن ترى في أرض الجهاد أناسا كلهم على ذوقك، ولابد لك من الصبر على اختلاف المشارب والأذواق والطبائع، وإلا ...
يقول ابن القيم: "إن الرجل إذا كثرت حسناته فإنها تعفي على سيئاته، ويعذر ما لا يعذر غيره، ألا ترى أن رسول الله e قال: (إذا بلغ الماء القلتين لم يحمل الخبث)". النَّجَس لو وضع في ماء كثير فإنه لا يؤثر فيه.
ويجب دوما على الجميع التبيّن في الأخبار مع مراعاة العدالة والضبط في النّاقل, فالبعض يجعلون الحبة قبة، ويكبرونها ويعظّمونها ...
وليُعلم أنّ إشاعة خطأ المسلم ثلمة في جسم الأمة، فليُحرص على ستر عورات المسلمين, وعدم إشاعتها لغير ضرورة، (ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا و الآخرة).
الواجب الشّرعي أن نردّ الأمر إلى المسؤلين: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو رد وه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا) (النساء: 83)
فالله الله في حبِّ المؤمنين والذّل لهم، والغلظة والشدة على الكافرين, قال الله تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ[ (المائدة:54).
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول