حكم الوقوف العشرة وغيرها المسماة وقوف جبريل (12)

 

من الناحية التطبيقية

 

11- {قُل هذِهِ سَبيلي أَدعو إِلَى اللَّهِ عَلى بَصيرَةٍ أَنا وَمَنِ اتَّبَعَني وَسُبحانَ اللَّهِ وَما أَنا مِنَ المُشرِكينَ} [يوسف: 108]

حكم الوقف على قوله: 

{أدعو إلى الله}:

ابن الأنباري: { أَدْعُو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني}، هذا هو الوقف، و(أنا) توكيد لما في (أدعو). و(على بصيرة) صلة (أدعو) والمعنى: أدعو على بصيرة لا على غير بصيرة.

ويجوز أن يكون الوقف على {أدعو إلى الله} ثم تبتدئ: {على بصيرة أنا ومن اتبعني} فترفع (أنا) بـ(على). انتهى.

 

النحاس: {أدعو إلى الله} تمام عند الأخفش، وتابعه عليه أبو حاتم، وهو مروي عن نافع، ثم يبتدئ: (على بصيرة أنا ومن اتبعني).

قال غيره: التمام {وما أنا من المشركين}، وجعلوا {على بصيرة} متصلًا بـ(أدعو)، وجعلوا (أنا) توكيدًا للمضمر في (أدعو). انتهى.

الداني: {أدعو إلى الله} كاف، ويكون (أنا ومن اتبعني) في موضع رفع بالابتداء، والخبر: (على بصيرة).

وبعضهم يقف (أنا ومن اتبعني)، ولا يقف على (الله)... انتهى. 

زكريا الأنصاري والأشموني: {إلى الله} حسن، إنْ جُعل (أنا) مبتدأ، و(على بصيرة) خبره، وليس بوقف إن جعل (على بصيرة) متعلقًا بـ(أدعو).

وأما المصاحف: 

فوضع عند قوله {إلى الله} رمز (ج) في مصحف فؤاد، والسيد عثمان، والشمرلي، والكويت، وفهد?، وفهد?، والإمارات. 

ورمز (قف) في مصحف الهند. 

ورمز (صه) في مصحف المغرب.

إذن كلا الوقفين جائز،

وكل عالم يذكر الأحب إلى نفسه.

12- {… فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذهَبُ جُفاءً وَأَمّا ما يَنفَعُ النّاسَ فَيَمكُثُ فِي الأَرضِ كَذلِكَ يَضرِبُ اللَّهُ الأَمثالَ* لِلَّذينَ استَجابوا لِرَبِّهِمُ الحُسنى وَالَّذينَ لَم يَستَجيبوا لَهُ لَو أَنَّ لَهُم ما فِي الأَرضِ جَميعًا وَمِثلَهُ مَعَهُ لَافتَدَوا بِه…}

[الرعد:17-18]

حكم الوقف عند {الأمثال}:

تام، عند الجميع.

زاد الداني: تام، ورأس آية. و(الحسنى) ههنا الجنة.

وقال [إبراهيم بن] عبد الرزاق: ليس (الأمثال) بتام، لأن (الحسنى) صفة لها، فلا يتم الكلام دونها، والمعنى على التقديم والتأخير، أي: الأمثالَ الحسنى للذين استجابوا لربهم.

والأول هو الوجه. انتهى.

وأما المصاحف فسبعة منها لم يوضع عندها رمز، ولا حاجة، إذ هو رأس آية.

وفي مصحف الهند رمز (ط).

وفي مصحف المغرب (صه).

ولا شك أن الوقف هو الوجه، فهو رأس آية، والوقف على رؤوس الآي سنة شرعية عن الله، وعن الرسول، وواجب عند أهل العربية والبيان.

بقي أمر مهم دقيق:

لئن كان الراجح والوجه أن قوله {للذين استجابوا لربهم الحسنى} مستأنف، والمراد بالحسنى الجنة،

فليس الوقف هنا هو الذي عيّن هذا المعنى،

فكثيرًا ما يوقف على رأس آية، ويكون ما بعدها جار ومجرور أو ظرف متعلقان بما قبلها.

والله تعالى أعلم.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين