ثورة الشعب السوري ... لن تنسى . دعوة لتصحيح المسار‎

 
ياسر العيتي
 
ما نسينا أنها ثورة شعب نزل إلى الشوارع بمئات الألوف في مئات نقاط التظاهر التي امتدت على مساحة الوطن ولأكثر من عام.
 ما نسينا عشرات الألوف في بانياس التي دخلتها الدبابات وحولتها إلى ثكنة عسكرية.
 ما نسينا الساحات التي امتلأت ولشهور طويلة ألواناً وأعلاماً ورقصاً واحتفالاً بالحرية القادمة في طفس والحراك والصنمين وغيرها من المدن والبلدات الحورانية قبل أن تحاصرها المدافع والدبابات.
ما نسينا اعتصام ساحة الساعة في حمص الذي انتهى بمجزرة ولا ليالي الخالدية، ولا يوم خرجت حماة عن بكرة أبيها، ولا عشرات الألوف الذين امتلأت بهم شوارع دير الزور.
ما نسينا الألوف المؤلفة في دوما وداريا والكسوة والتل وبرزة وجوبر والقابون وكيف تحولت المساجد أيام الجمع إلى قلاع للحرية يخرج منها المتظاهرون بعشرات الألوف في مئات المناطق لأكثر من عام؟ أقلّب القنوات الفضائية وأتخيل لو أن هذه المظاهرات الحاشدة تعرض جنباً إلى جنب مع مشاهد الحرب والدمار في كل مرة تُعرض فيها هذه المشاهد لكانت الصورة مختلفة عند الرأي العام في كثير من الدول ، ولما نجح النظام وحلفاؤه في تغييب حقيقة هذه الثورة العظيمة ولما نسي العالم لحظة أنها ثورة شعب ضد الاستبداد واجهت الرصاص لعام كامل بصدور عارية؟
أين قناة المعارضة الإعلامية التي تنقل الحقيقة إلى العالم باللغات العالمية الأساسية؟
 أين قناة المجلس الوطني الفضائية؟
 أين قناة الائتلاف الفضائية؟
 أين البرامج الإخبارية الاحترافية التي تأخذ عنها قنوات العالم بدلاً من أن تتحكم بصورة ثورتنا قناة تابعة لهذه الدولة أو تلك بما يخدم مصالح هذه الدولة أو تلك؟
 أين مكاتب المعارضة في عواصم العالم التي تنظم الحملات الإعلامية وتحشد الجالية في مظاهرات واعتصامات مستمرة وتملأ الدنيا بصور الحقيقة المغيّبة؟
 أين الحشد والتنظيم والعمل أيها المعارضون؟
 لو أن عُشر الساعات التي أنفقت في النقاش حول عدد المقاعد، ومن سيشغل هذه المقاعد، وعُشر الأموال التي أنفقت لتغطية تكاليف السفر والإقامة لعقد المؤتمرات التي يناقَش فيها من سيختار من في هذه التوسعة أو تلك وكيف ستتم التوسعة وما عدد العلمانيين وما عدد الاسلاميين و.. و .. ألخ، لو أن هذا العُشر من الأموال والأوقات طوال العامين الماضيين أُنفق في التخطيط لعمل إعلامي محترف لما نجح أعداء الشعب السوري في تغييب حقيقة ثورته العظيمة بهذا الشكل.
 هل يمكن تصحيح المسار؟

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين