اقتل القلم

 

 
 
في واحدة من الأمور التي اصابتني بالحيرة وذلك من عدة سنوات أعلن رئيس المخابرات الاسرائيلية . أن جولدمائير . رئيسة وزراء اليهود المشهورة .. ( ذلك الشيطان المريد .. الذي نفق بالأمس البعيد . ) أعطته ورقة فيها عدة اسماء و طلبت منه قتلهم و تصفيتهم !!!!! يقول الرجل المجرم فإذا بمعظم الأسماء لكتاب و شعراء و علماء و فنانين ومبدعين ......
 
نعم أنها الأذرع التي استلهم السيسي الدرس من استاذته في القتل والحرق تلك المرأة التي حصدت جنودنا في سينا كما نحصد الزروع في موسم الحصاد من هؤلاء .... ...ليسوا ارهابيين ولا حتي سياسيين ...لم يرتكبوا مخالفة واحدة اللهم الا مخالفة مرور عندما يقود أحدهم سيارته مهموما بحب وطنة و سارحا في صورة وطنة الجميلة .. نعم لم يحملوا سلاحا...بل حملوا قلم رصاص صغير يكتب أجمل قصائد الحب الحالم عن وطنه و يرسم صور الجمال و العطاء والروعة لوطنه المسلوب .. لم يقف في مسرح الجريمة يوما ما..... لكنه وقف علي مسارح الإبداع يجسد للناس شخصية العاشق الولهان بحب وطنه يريد أن يخرجه من براثن الحقد الاسود ومن تحت العسكر الغاشم الذليل المنبطح أمام جولدا .. .... لقد أمرته الشيطانة أقتل صاحب القلم .. أقتل القلم فالقلم يحي أمة كاملة ... او اجعله قلما كاذبا يميت أمة كاملة.... ... أقتل القلم فهو يكتب عن الحرية والسلام والعفة والأخلاق والدين أو اجعلة يكتب عن العبودية و العفن و الانحلال الخلقي ومحاربة الدين.... ... أقتل القلم .فالقلم يمسح الدموع من علي خدود الحياري والمساكين و يواسيهم و يبث فيهم الأمل من جديد و ينير لهم الطريق .. أو اجعله سببا في قتلهم وحرقهم و قتل الروح والطموح بداخلهم وان يضع امامهم العراقيل ... ..... أقتل القلم ..فهو يوحد الصفوف و يشعل الحرارة في الكفوف ...ويؤد الفتنة أو إجعله ينبش في الرماد و يحرك الأحقاد و يثسر الفتنة بين العباد.. .....
 
أقتل القلم فأنه يحرك الشعب و يبين فساد الطغاة القساة ...و يكشف حقيقتهم وحقيقة وانحرافهم وعمالتهم .. أو إجعله بوقا من أبواق النفاق والانحطاط والتزلف و أن يبيع شرفه في أسواق العبيد والنخاسة أو أن يكون مداده من مستنقعات العهر والنجاسة .. اقتله .. فالقلم هو الحرف والكلمة والصورة والمشهد التمثيلي الرائع الذي ينير الحياة و يشكل الوجدان .. اقتله ... فالقلم هم أول من أمره الله فقال له أكتب .. فالقلم هو اول اية من آيات الكتاب المبين و أول أمر للدين الحق الذي مسح الكفر والشرك والظلم والعبودية ... (إقرأ باسم ربك الذي خلق..) فالقلم هو شيء عظيم جليل رهيب من علو قدرة فالله الكبير المتعال يقسم به (ن و القلم وما يسطرون.. )
 
لكننا للاسف نحن معشر المسلمين لا نعرف أمانة القلم ولا قيمة الحرف فاصبح كل منا يشتري به ثمنا قليلا .. وساعدنا أعدائنا بجهلنا حينا و بأميتنا حينا و بغيبوبتنا حينا و بعمالة بعضنا حينا في كسر أقلامنا فاصدعوا بكلمة الحق ولا تخافوا الا الله فالنصر قادم هذا موعود الله لنا ..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين