
ولو نطقت الحيوانات لاحتجت على هذا الوصف وتراشقت التهم بينها فيه
والباحثون يقولون: آه آه أبى إلا أن يتعبنا حتى في تحديد فصيلته الحيوانية.
وبعد بحث علمي في ظل حرب المصلحات والمؤامرة الكونية مع كثرة أنواع الحيوانات التي يئس الفقهاء من حصرها فذكروا أحكامها تحت قواعد عدة، توصلنا إلى أنه من الفواسق الخمس، وعلى وجه التحديد والدقة فإنه الكلب العقور، والكلب العقور يقتل في الحل والحرم، ويجوز لغة أن يقال له: الخدباء أيضا.
قال الدميري في كتابه حياة الحيوان الكبرى: "إعلم أنه تقدم في هذا الكتاب حيوانات لم تتعرض الأصحاب لها بالحل ولا بالحرمة، وذلك نحو البلنصى والدبل والقرعبلان والقرز والقنفشة والورل وغير ذلك، إلا أنهم أعطوا قواعد كلية عامة وقواعد خاصة، وذلك لما أيسوا من الطمع في حصر أنواع الحيوانات"(1).
وروى الإمام مالك في الموطأ عن هشام بن عروة عن أبيه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خمس فواسق يقتلن في الحرم الفأرة والعقرب والغراب والحدأة والكلب العقور». وقال الإمام مالك في الكلب العقور الذي أمر بقتله في الحرم: إن كل ما عقر الناس وعدا عليهم وأخافهم مثل الأسد والنمر والفهد والذئب فهو الكلب العقور"(2).
ونقل ابن منظور في لسان العرب عن ابن الأعرابي أن الخدباءَ العقورُ من كل الحيوان(2).
المصادر:
(1)- الدميري؛ محمد بن موسى بن عيسى، الشافعي (المتوفى: 808هـ). حياة الحيوان الكبرى. بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة الثانية، 1424هـ، ج2، ص542.
(2)- الزرقاني؛ محمد بن عبد الباقي بن يوسف (المتوفى: 1122هـ). شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك. كتاب الحج، باب ما يقتل المحرم من الدواب، تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد، القاهرة: مكتبة الثقافة الدينية، الطبعة الأولى، 1424ه- 2003م، ج2، ص430- 431، رقم الحديث 800.
(3)- ابن منظور؛ محمد بن مكرم بن على، (المتوفى: 711هـ). لسان العرب. بيروت: دار صادر، الطبعة الثالثة، 1414هـ، ج1، ص346.
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

التعليقات
يرجى تسجيل الدخول