إنه حيوان لكن من أي الحيوانات؟!‏

 

 

ولو نطقت الحيوانات لاحتجت على هذا الوصف وتراشقت التهم بينها فيه

والباحثون يقولون: آه آه أبى إلا أن يتعبنا حتى في تحديد فصيلته الحيوانية.

وبعد بحث علمي في ظل حرب المصلحات والمؤامرة الكونية مع كثرة أنواع الحيوانات التي يئس الفقهاء من ‏حصرها فذكروا أحكامها تحت قواعد عدة، توصلنا إلى أنه من الفواسق الخمس، وعلى وجه التحديد والدقة فإنه ‏الكلب العقور، والكلب العقور يقتل في الحل والحرم، ويجوز لغة أن يقال له: الخدباء أيضا. ‏

قال الدميري في كتابه حياة الحيوان الكبرى: "إعلم أنه تقدم في هذا الكتاب حيوانات لم تتعرض الأصحاب ‏لها بالحل ولا بالحرمة، وذلك نحو البلنصى والدبل والقرعبلان والقرز والقنفشة والورل وغير ذلك، إلا أنهم أعطوا ‏قواعد كلية عامة وقواعد خاصة، وذلك لما أيسوا من الطمع في حصر أنواع الحيوانات"(1). ‏

وروى الإمام مالك في الموطأ عن هشام بن عروة عن أبيه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خمس فواسق يقتلن في الحرم ‏الفأرة والعقرب والغراب والحدأة والكلب العقور». وقال الإمام مالك في الكلب العقور الذي أمر بقتله في الحرم: ‏إن كل ما عقر الناس وعدا عليهم وأخافهم مثل الأسد والنمر والفهد والذئب فهو الكلب العقور"(2). ‏

ونقل ابن منظور في لسان العرب عن ابن الأعرابي أن الخدباءَ العقورُ من كل الحيوان(2).‏

المصادر:‏

‏(1)- الدميري؛ محمد بن موسى بن عيسى، الشافعي (المتوفى: 808هـ). حياة الحيوان الكبرى. بيروت: دار ‏الكتب العلمية، الطبعة الثانية، 1424هـ، ج2، ص542. ‏

‏(2)- الزرقاني؛ محمد بن عبد الباقي بن يوسف (المتوفى: 1122هـ). شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك. ‏كتاب الحج، باب ما يقتل المحرم من الدواب، تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد، القاهرة: مكتبة الثقافة الدينية، ‏الطبعة الأولى، 1424ه- 2003م، ج2، ص430- 431، رقم الحديث 800. ‏ ‏

‏(3)- ابن منظور؛ محمد بن مكرم بن على، (المتوفى: 711هـ). لسان العرب. بيروت: دار صادر، الطبعة ‏الثالثة، 1414هـ، ج1، ص346. ‏

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين