
أ.سميرة بيطام
أبدعت فيما مضى عن قراءة حالي مع الناس من حسن الجوار..أفنيت عمرا طويلا في أن أثبت في الوصال بعيدا عن ضربات الانكسار...التفت يمنة فإذا بغبار البعد عن سندي في موجة إعصار من أن أكف عن مطالب العيش الهنيء ، ثم التفت يسرة فإذا بطوفان الكره في لفة أن لا مكان للأمان في بلد الأمان.
عجيب حال الدنيا هذه ،فتحت مخططات الأصالة في متحف التخليد فوجدت سيرا و عبرا ، وازنت بين مرادي و مراد الخالدين فأدركت أنه منقوش بحرف رمزي لم يكن من قائمة الأحرف الشبيهة لأحرفي ، ربما في الرمز علامة من أن أهل النضال نوادر و أهل التحدي فوارق في أن الصبر على الأذى وعر المسلك في الدرب و طعم المر على اللسان ،و أن الثبات على حب أهل الكرم مطارق من نور على حياة الصامدين.
كفاني لوعة بما يحدث بأفق هو بعيد المقصد ، لكن لزاما علي أن آخذ العبر واعتبر من عبر الماضي و الحاضر بأنفاس من لهيب..
كان واجبا أن ادفع بالمنى الى أمام مجهول العواقب و غير واضح المعالم ، لذلك باعدت بيني و بين خطواتي و بين إشارة الوقوف ألف ميل لأنه الاصطدام في شك التوخي حاضر البوادر،كنت في روحانية المشاعر في أني بمعية الله في أمان ، هو صبر من تفاعل من غير أقوال لأن الأقوال مع الطيش يغدو أهوال فيفسد لي الحوار و أخسر عظم الثواب.
هل كان سهلا أن تخرج أنفاسا من لهيب ؟ و هل في لهيب الاستدراك ضجيج من الاستنفار؟.
لست أناقض الواقع و لست أغالط الدافع لكني أقف حيثما وقف بي النفس لآخذ أنفاسا أخرى و من لهيب دائما، فأنفاس اللهيب تفرغ دموع الحيارى في كل الأوقات لكنها تجدد للروح منطلقا إلى أبعد الترحال.
عمق الجراح لا ينهك القوى مرة بل يدفع للأفق ألف مرة حيث نور جديد و إشراق جديد ، و لكن بعد أن آخذ أنفاسا من لهيب..
صياح الأيامى من خسارة الضمير هو نفس آخر من لهيب ليكون الصمت مواساة لهن في عز النهار ..فبالأنفاس نواسي أهل النفس العميق من حسرة الضياع لكل شيء مال وولد و بيت و مزارع ..انها أنفاس اللهيب في موقف أن الله غالب على أمره.
لكم كان لبصمة الأنفاس كتابة أخرى عن اقرارية النظام في بلاد القانون و لكم كانت من أنفاس أخرى أحاديث عن الحق في لوعة التصدي له و لكنها أنفاس اللهيب ترد العدوان ضد لهيب دخان المدافع.
يدور الدور على من يلعب دورا في حياته ، انه التطويع من الله في زمن اللغو و المسخرة في أنه ولى ، و حان وقت كل شيء في مكانه ، في الحقيقة أكره تمازج الأوصاف بين حب و كره ، بين اعتراف و انكار بين حق و باطل .. فهل في التصريح رأي آخر ؟
لم تكن أنفاسي من لهيب إلا و أنا أغوص في بحر النجاة أبحث عن صدف ثمينة بالقرب من المحار ،لكني اضطررت لقطع الأنفاس للغوص في العمق فلم تكن أنفاسي من لهيب في حينها لأنها كانت من اصرار في انقطاع عن الخروج... هو ثمن الغوص في المجهول لاستكشاف المعلوم من المنى بأثمان الجواهر..معادلة سهلة و لكنها منظمة في الخواطر.
ألم تركن الصدف و الللآلىء إلى أسفل المحيط ؟،لذلك كان لزاما لبلوغ المراد إخراج أنفاس من لهيب طويلا ثم كبتها طويلا لتتحقق معادلة التساوي في الظفر بالغالي من عمق الغالي.
قال تعالى " فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".
فلو لم تكن أنفاسي من لهيب لما بلغت الغالي من المراد و بشق النفس ... !!!.
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

التعليقات
يرجى تسجيل الدخول