وقفة إجلال واقتداء في ذكرى ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم - ميلاد أحمد

وقفة إجلال واقتداء في ذكرى ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم


 بقلم نذير مكتبي


ما في الوجود بأسره أعظم ولا أفضل ولا أكمل من شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو الرحمة المهداة للعالمين جميعاً كما قال ربه تبارك وتعالى : [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ] {الأنبياء:107}.
فلقد استجمع رسول الله صلى الله عله وسلم العظمة من جميع أطرافها ، وحاز من الكمالات ذروتها ، حتى قال عن نفسه بكل تواضع واعتراف لله بفضله الغامر عليه : ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر ) .
و هذا ما جعل عظماء العالم وكبار قادته قديماً وحديثاً يعترفون ويقرون بفضل وتميز شخصية رسول الله عليه الصلاة والسلام ، و إليك بعضاً من هذه الشهادات:


ــ فقول هرقل وثناؤه على رسول الله أمام أبي سفيان ثابت بالنقل الصحيح .
ــ وقال بسمارك القائد الألماني الشهير : ( يا محمد أنا متأثر جداً إذ لم أكن معاصراً لك ، إن البشرية رأت قدوة ممتازة مثلك مرة واحدة في التاريخ وأنا أُعظِّمُك بكمال الاحترام ) .
ــ وقال الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي صاحب كتاب قصة الحضارة ويل ديورانت : (  إذا حكمنا على العظمة بما للعظيم من أثر في الناس قلنا : إن محمداً هو أعظم رجال التاريخ ) .


و لذلك فقد حُق لرسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم أمام المآثر الجليلة التي قدمها للبشرية على توالي العصور أن يحبه الناس أجمعون ، بل أن يحبه الخلق كلهم في هذا الوجود ، وأن يكون حبه من أركان الإيمان و عراه ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ، فقال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه :  أنت يا رسول الله أحب إلي من ولدي ووالدي والناس أجمعين إلا من نفسي ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تؤمن حتى أكون أحب إليك من ولدك ووالدك والناس أجمعين ومن نفسك التي بين جنبيك  ، فقال له عمر : والله يا رسول الله أنت أحب إلي من ولدي ووالدي والناس أجمعين ومن نفسي التي بين جنبي ، فقال له رسول الله عليه الصلاة والسلام : الآن ) أي الآن تمَّ إيمانك .


فحبُّ النبي صلى الله عليه وسلم به يشعر المؤمن ويتذوَّق حلاوة الإيمان كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( ثلاث مَن كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما ..... ) .
و لذلك وجب علينا أن نسأل أنفسنا بصدق و تجرد ،  هل نحب رسول الله عليه الصلاة والسلام ؟ وما هو دليل هذا الحب في حياتنا ؟و ما هي أمارته و علاماته ؟أم أنه دعوى عريضة تفتقر إلى الحقيقة المجردة ؟
إنَّ الحبّ الحقيقي الذي يعرفه القاصي و الداني يقتضي الاقتداء والاتباع والسير على خطى المحبوب ، و يقتضي الشغف به و الشوق إليه و العمل على بلوغ رضاه و نيل محبته .و أما ما عدا هذا فما هو إلا زعم و افتراء لا رصيد له و لا قيمة .


و خير من ترجم محبة النبي صلى الله عليه وسلم و أقامها واقعاً في حياته و عملاً في سلوكه و حقيقة في فكره إنما هم خير الأجيال بعد النبيين ، فلقد ترجم الصحابة الكرام حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم اتباعاً صادقاً ، وفداءً وتضحية نادرين , فإذا أردت أن تتعلم حب النبي صلى الله عليه وسلم كما أراده الله تعالى فانظر في حياة الصحابة الكرام و اعجب ما شاء لك العجب من صدق محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم و تعلم منهم أسس هذه المحبة و أركانها و علاماتها .


من موقع صدى زيد

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين