وقفات مع سورة يوسف -1-

 

 

سورة يوسف لها مكانة خاصة في قلبي ، أحبّها ، أحبّ تلاوتها وأحب سماعها  بتلاوة نديّة تحلّق بي في أجواء سماوية .

 استمعت لها وبدأت الأفكار تتلاطم في رأسي وتعجبت كيف لم أفكّر بهذه الأمور من قبل ، وأحببت هنا أن أشارككم بعض الفوائد .

الأولى : هل اخوة يوسف أنبياء ؟ هل هم حقاً الأسباط ؟ هل يعقل من نبي أن يقوم بهذه الأفعال :

" إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ " 

"اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا "

" قالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ "

" وَجَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ "

" قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ "

" قالُواْ تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ " .. ؟؟

والجواب : أنهم ليسوا بأنبياء ، وانما جاء الالتباس من تفسير بعض المفسرين بأن الأسباط هم اخوة يوسف ، والصواب أن المقصود بالأسباط ذرية يعقوب أي أنه سيكون هناك أنبياء من أحفاده وذرياتهم وليس أبناؤه ، عدا يوسف طبعاً .

 

الثانية : حين قال يعقوب عليه السلام لأولاده : " هل آمنكم عليه إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ " فلم يحسب هذا القول عليه سوء ظن ، وحين بحثت في التفاسير وجدت ما يلي :ان سوء الظن مع وجود القرائن عليه ليس بإثم ولا حرام ، فيعقوب عليه السلام لم يسئ الظن بأولاده ابتداءً ، وانما كان قوله نتيجة لما بدر منهم ، وما علمه من سوء فعلهم في الأولى ، فلم يعد يأمن جانبهم في الثانية ، ومن هنا تأتي الوصية النبوية : " لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين " . وننتبه أن الآية الكريمة " إن بعض الظنّ إثم " بعض الظنّ وليس كلّه .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين