وقفاتٌ مع زكاة الفطر

أوَّلاً: من الأخطاء التي يقع فيها بعض المسلمين: تأخير زكاة الفطر حتَّى يخرج وقتها، فيخرجون إلى صلاة العيد ولمــــَّا يخرجوا زكاة فطرهم بعد، وقد أخرج أبو داود عن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنه قال: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرةً للصَّائم من اللغو والرَّفث، وطعمةً للمساكين، من أدَّاها قبل الصَّلاة فهي زكاةٌ مقبولةٌ، ومن أدَّاها بعد الصَّلاة فهي صدقةٌ من الصَّدقات"

ثانياً: يظنُّ بعض النَّاس أنَّ من فاته إخراج زكاة الفطر في وقتها المشروع والمبيَّن، لأمرٍ خارجٍ عن إرادته أنَّها تسقط عنه، والصَّواب أنَّه يخرجها ولو فات وقتها. 

ثالثاً: من وُلِد له مولودٌ قبل غروب شمس ليلة العيد، وجب إخراج زكاة الفطر عنه. 

رابعاً: الأصل في زكاة الفطر أنَّها تُخرَج صاعاً من غالب قوت البلد لحديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمرٍ أو صاعاً من شعيرٍ ..." أخرجه الجماعة. 

وأجاز الحنفيَّة وبعض العلماء والفقهاء إخراج زكاة الفطر قيمةً (مالاً)، ولا سيَّما إذا كان في هذا الأمر مصلحةٌ ظاهرةٌ للفقير، وإغناءٌ له عن السُّؤال. 

خامساً: الأصل في زكاة الفطر أن يتمَّ إخراجها في بلد المزكيِّ؛ ذلك أنَّ فقراء هذا البلد هم الأولى بها، ولكن هل يجوز إخراج هذه الزَّكاة إلى غير بلدٍ؟ الجواب أنَّ هذا الأمر جائزٌ في حالاتٍ منها: ألَّا يكون في بلد المزكِّي من يستحقُّ الزَّكاة، أو أن يكون للمزكِّي أقارب فقراء في بلدٍ آخر فيريد أن يصلهم بهذه الزَّكاة، أو أن تحلَّ نازلةٌ وكارثةٌ في بلدٍ من بلاد المسلمين، ممَّا يستدعي الوقوف معهم، ومساعدتهم، وسدَّ حاجتهم...الخ 

سادساً: وأخيراً، لا ينبغي إخراج زكاة الفطر بطريقةٍ تُشعر بالتَّثاقل منها والتَّسرُّع في إخراجها، بدون تحرٍّ لمحتاجيها، بل ينبغي الإخلاص في إخراج هذه الزَّكاة، وتفقُّد أصحاب العوز والحاجة، بقصد إغنائهم وسدِّ حاجتهم؛ ليشاركوا الموسرين فرحة يوم العيد. 

المصدر : مجلة مصلحون

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين