وفاة الشيخ المفتي رشيد أحمد الميواتي

(توفي يوم الجمعة تاسع عشر رجب سنة إحدى وأربعين وأربعمائة وألف) شيخنا المجيز العالم الصالح المفتي رشيد أحمد الميواتي، رفع الله درجاته وأسكنه جنات عدن التي وعدها المتقين الصالحين من عباده.

وهو الشيخ العالم المعمر المحدث المفتي رشيد أحمد بن عبدالله القاسمي الفريدآبادي الميواتي، مفتي ميوات.

أسلم أبوه الشيخ عبد الله على يدي الشيخ الداعية محمد إلياس الكاندهلوي مؤسس جماعة الدعوة والتبليغ، وأخذ العلم وتخرج من دار العلوم بديوبند سنة خمس وأربعين وثلاثمائة وألف، وأخذ بها عن العلامة المحدث أنور شاه الكشميري، وصحب الداعية المذكور الكاندهلوي واختص به، وكان من كبار الدعاة والمناظرين.

ولد في مالفوري من مديرية فريد آباد بميوات سنة 1357هـ، ونشأ بها، ودرس الكتب البدائية على والده، ثم التحق بمدرسة مفتاح العلوم بجلال آباد سنة 1373ه وتخرج فيها سنة 1379ه، وسمع بها كتب الفقه وصحيح البخاري وسنن الترمذي على الشيخ سعيد أحمد اللكنوي ولازمه ملازمة تامة، وسمع صحيح مسلم وشرح معاني الآثار على الشيخ رفيق أحمد البنساوي، وبعض سنن الترمذي والشمائل له على محمد مسيح الله خان الجلال آبادي، وسنن أبي داود والموطأ بروايتي الليثي والشيباني على محمد ياسين الجلال آبادي.

ثم التحق بدار العلوم بديوبند سنة 1380ه وبقي بها سنتين، أخذ فيهما كتب دورة الحديث مرة أخرى، ودرس الإفتاء بها، وسمع صحيح البخاري على الشيخ فخر الدين أحمد المرادآبادي، وصحيح مسلم وجامع الترمذي على العلامة محمد إبراهيم البلياوي، وسنن أبي داود على الشيخ فخر الحسن الكنكوهي، وشرح معاني الآثار على الشيخ أحمد حسن، والموطأ بروايتي الليثي والشيباني على شيخنا محمد سالم القاسمي.

وروى المسلسلات عن القارئ محمد طيب القاسمي.

ويروي شيخه العلامة سعيد اللكنوي عن خليل أحمد السهارنفوري عن عبد القيوم البرهانوي، وأيضًا عن الشيخ عبد العلي عن الشيخ النواب قطب الدين الدين الدهلوي صاحب مظاهر الحق شرح مشكاة المصابيح باللغة الأردية.

ومن الناس من وهم وجعل روايته عن سعيد اللكنوي عن عبد القيوم البرهانوي، والصواب كما مر: اللكنوي عن السهارنفوي عن البرهانوي.

وألف كتبا نافعة كثيرة، وأسمع كتبا وأجزاء كثيرة في الهند وخارجها، سمع عليه كثير من أصحابنا.

أجازني بالمسلسل بالأولية وغيره إجازة عامة في السابع عشر من جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وأربعمائة وألف، واستجيز لي منه غير مرة.

واستجاز لي منه ولأولادي صاحبنا الشيخ ظهور أحمد الحيسيني وغيره، تغمده الله بواسع رحمته.