وداعا شيخنا الحبيب محمد عبد الرحيم جاد بدر الدين

 

** قبض اليوم علما من أعلام الرسالة ، وثائرا من ثوار الحق ، ونجما من نجوم الدعوة ، وزاهدا من زهاد التفاخر بالمناصب والألقاب .

 

** كان يحمل وجها مشرقا كالقمر ليلة البدر ، وابتسامة صافية كالسماء في لياليها القمرية ، وودا نقيا كالماء في عذوبته وريه ، لا تعكر صفوه الرؤى المتباينة واختلافات الرأي .

 

** كان خصما لدودا للاستبداد والديكتاتورية ، رفض - وهو في أوج شبابه وقوته - أن يكون آداة من أدواتها الظالمة ، في وقت كان يتهافت عليها من لا يعرفون حق الحياة .

 

** أغناه الله بسعة العلم ، في الأدب ، واللغة ، والبلاغة ، والشعر ، والتفسير ، والفقه ، كما بسط له في علوم القرآن والسنة ، على اختلافها وتنوعها وتعددها ، وكان موسوعة علمية في ربط الدين بالحياة على نحو علمي دقيق ورائع .

 

** عرفته الندوات العلمية ، والمساجد ، والمنابر ، وحلقات الدروس ، إماما وخطيبا وواعظا ومحاضرا له حضور متميز في الطرح واﻹلقاء والعمق ؛ لتسمع اللآلئ والدرر تستنثر من بين ثناياة ، وقد من الله عليه بذاكرة حديدية يسترجع بها ما يشاء في أي وقت شاء حتى قبيل وفاته وكأنه يقرأ من كتاب مفتوح .

 

** كان شخصية مرحة متواضعة ، وكان إلفا مألوفا في بساطته ومزاحه وحبه للبسطاء والمساكين والضعفاء ، حتى إذا حضر لم يعرف وإذا غاب لم يفتقد .

 

** إنه العلامة الفقية ، والمربي العظيم ، والخطيب المفوه ، والملهم الموهوب ، والأزهري الفذ ، الذي عرفته ساحات العلم والدعوة والتدريس ، عالما راسخا ، وفقيها نبيها ، وأبا رحيما ، ومعلما جليلا ، ومربيا فريدا ، ومؤلفا مرموقا ، وفارسا مغوارا ، وسيفا بتارا ، لا يخشى في الحق لومة لائم .

 

** اتفقت معه أو اختلفت لكنك لا تملك إلا أن تحمل له الحب والتقدير ؛ لغزارة علمه وفقهه ؛ وجميل جهاده وعطائه ؛ ونبيل خصاله وروائع سجاياه .

 

** إنه العلامة المصري الجليل فضيلة الشيخ / محمد بدر الدين جاد ، الذي وافته المنية صباح اليوم الأحد 7 / 2 / 2016 ، عن عمر قارب التسعين عاما ، حافلة بالجهاد والعطاء والتضحيات .

 

** اليوم تبكيه قلوب المحبين والعارفين والصالحين ؛ لمقامه وفضله وجهاده وعطائه وتضحياته ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا " إنا لله وإنا إليه راجعون " وإنا لفراقك يا شيخنا الحبيب لمحزونون .

 

** تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ، وجمعنا به مع الصديقين والنبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .